أصبحت الكرة الأرضية مؤخراً ( قبل الجائحة) كتلة من الأشياء السيئة التي لا يقبلها شخص سوي عاقل.. وركام من الوقاحة والانحطاط في الأقوال والأفعال والنوايا.. سوى من اهتدى و وعى واستقام ، إذ كيف يستقيم الظل لأعواد معوّجة ومكسورة! ؟
في كل لحظة تمر علي أكتشف ما يشيب له الطفل الخديج وتشمئز منه النفس في الشوارع والمحلات، المؤسسات والقطاعات المختلفة، المستشفيات، السفارات، الوزارات، الجامعات، المدارس، البيوت، الصحف، الحكايات، النكات، الأديان، الكتب، الندوات، الإعلام المؤتمرات، وسائل التواصل الاجتماعي، القلوب، النفوس، الأرواح، بل حتى الأحلام صارت كوابيس لا تطيب لها النفس .
فرصتنا الأجمل والأفضل قد جاءت لنا من عند الله الذي قال في محكم تنزيله ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم) صدق الله العظيم.
فليكن بقاءنا في المنزل حتى تمر هذه العاصفة ليس فقط من أجل سلامتنا وسلامة غيرنا أيها العالم البائس _بل من أجل أن نعقم أفكارنا وقلوبنا وضمائرنا ونفوسنا الأمارة بالسوء من كل امراض الشر والتقصير والمعاصي كي يغسل مطر الرحمة هذه الأرض التي صارت كأحشاء الخنازير بسبب أفعال بني البشر المليئة بالشرور والأنانية والحقد والشرك والحياد عن الحق والظلم والقتل بل والتطاول على رب العباد.
سبحان من أوقف كل شيء بكائن صغير لا يرى بالعين المجردة وهزم كل قدرات الإنسان به وأدخله في خوف وهلع لا ينتهي..
آن الأوان لترتيب الذات والحياة بهدوء ابتداء من البيت، ولنتحرى الصدق مع انفسنا ” إن كنا نعيش بإنسانيتنا أم لا، وعلى خطأ نمضي أم صواب، وإن كنا نؤدي واجبنا كاملاً تجاه عباداتنا وأوطاننا وأهلنا أم لا، ما مدى اهتمامنا بعائلاتنا، برنا بآبائنا وأمهاتنا وتربية أبنائنا وما نغرسه فيهم من قيم و مبادئ ، و بتفاصيل ومشاكل كل فرد منهم، بماهية احتياجاتهم، بسعادتهم، ومساعدتهم، ووفائنا لهم بل ولكل مكان نعمل فيه أو نمر به، واحترامنا لنا ولغيرنا،
كل هذا يحتاج لوقفة منا معنا ولحظات تأمل بهدوء وتعقيم حقيقي و انضباط وإرادة .
الآن العالم يمر بمرحلة إعادة تأهيل شامل وتغيير كامل، مرحلة تاريخية لم ولن تمر مرور الكرام قبل أن تغتسل هذه الأرض من كل سوء مكروه .
فهل سيتعلم الناس من هذا الدرس قبل أن تلفظهم الأرض من أحشاء الخنازير لتدفنهم في أحشاءها؟؟؟؟.
بقلم الشاعرة والأديبة/ نهى ابراهيم سالم