يا شوق روحي لأوراقي ..
لعيونها التي اعتادت أن يكحلها حبري الأسود كلما رمقتني بنظراتها الصافية المتلهفة في كل مواسم الكتابة .. ..
شوقي لصوت مرور أناملي عليها كمن يتحسس خد طفل نائم برفق .. ..
شوقي لرائحتها التي تشبه رائحة البحر في المساء .. ..
شوقي لمسامرتها ،لهمسها ،وأُنسها ،لحزنها ،لضحكاتها ،وبكائها .. ..
شوقي لكل من شاركني لحظاتي معها , خيال كان أم واقع ،إلهام كان أم قارئ .. ..
شوقي لذاتي التي ضلّت طريقها ذات وهم مُسجّى تحت ضباب خذلان وزيف وعالم أضحى غريب وموبوء . . .
أين سنكون ؟ لا أدري !!
كيف ستمر تلك الأيام علينا ؟
كم سنلبث هنالك فيها ؟ ساعة أم بعض يوم أم مائة عام ؟ لا أدري ……
هنالك.. حيث الفراغ السقيم لا حد له ،لا لون له ولا ملمس ، حيث العدم يناطح الوجود وينتصر عليه ،والوجع يغلب الإرادة، والصمت يدفن الدمع والبوح ، والأنين حارس محترف .
هنالك .. حيث لا شيء يشبه حقيقته ، والمترادفات تتنافى مع بعضها ، والمتضادات تتماثل وتتناسخ . هنالك.. لا فرق بين الأشياء ولا قيمة لها ، لا قيمة للشعر والمشاعر ، لا قيمة للشمع والأوراق والمحابر ، لا قيمة للوقت ولا الموت والحياة ولا للروح .. .. لا قيمة لأي شيء داخل غياب العافية الذي يشبه ظاهرة كونية لا تتكرر سوى مرة كل ألف قرن ….
المهم ،،، أن تبقى أكفنا ممتدة للأماني من جديد بالدعاء ..
قلبي مع كل قلب عاش أو يعيش الآن تجربة غياب مليءٌ بالألم والخوف والفراغ أو فراغ متشبعٌ بغياب الأمان والراحة والصحة دون حد .. ..
فلنعُد لذاتنا لنخرج من ذلك الوباء سالمين بإيماننا واجتهادنا في الحفاظ على أرواحنا ، وليكن حضورنا كثيفاً يغطي كل فضاءات العدم ، ولتعُد للروح روحها والحرف مسرور .
أن نأخذ حذرنا خيرٌ من أن نستهتر فنفقد أحبتنا ولحظتها لن ينفعنا العض على أية سبابة ندم .
بقلم الأديبة والشاعرة / نهى ابراهيم سالم