– أسس بكاري بوانا حركة “موليناكو” عام 1962 في زانجبار .. وكانت من أوائل الحركات المنادية إلى تحرير الأرخبيل من الاحتلال الفرنسي
– كانت أول خطوة ثورية قام بها بكاري، أن حرر خطاب احتجاج باسم فلاحي منطقة مُويا الذين كانت السلطات الاستعمارية تعاملهم بقسوة
– كانت فرنسا تخشى أن يصدر قرار أممي يفوض موليناكو ممثلة لجزر القمر فتضطر إلى الجلوس معها
– صحيح أن الاستعمار لم يزل قائما .. لكن حصول جزر القمر على استقلال جزئي خير من على أن لا تحصل عليه قط
– مرور 44 عاما لعمر طويل في حياة الإنسان، لكنه قليل جدا بالنسبة لدولة تحررت حديثا من الاستمعار
– دعوة من رئيس اتحاد الطلبة أكبر يوسف مجوان إلى تعزيز الوحدة ونبذ الكره بين أبناء الوطن الواحد وقبول الآخر ..
احتفلت الجالية القمرية في مصر بعيد الاستقلال الوطني الـ ٤٤ ، يوم السبت ٦ يوليو بمقر اتحاد طلبة جزر القمر بالقاهرة، حي عين شمس، في احتفال افتتح كالعادة بآيات من الذكر الحكيم تلاها على مساع الحضور الطالب أسد الله محمد حسن، وعقبتها محاضرة ألقاها الزميل صفوان عُمور عبدالله، بعنوان “حب الوطن هو الطريق إلى الوحدة الوطنية – المناضل عبده بكاري بوانا نموذجا للشخصيات الوطنية”. وتناولت دور المناضل عبده بكر بوانا رئيس الحركةالوطنية لتحرير جزر القمر (موليناكو)، الحرية التي كانت من أوائل الحركات المنادية إلى تحرير الأرخبيل من الاحتلال الفرنسي. فسلط المحاضر الضوء على شخصية ظلت مجهولة لدى كثير من المستعربين، في ظل غياب مصادر عربية تسلط الضوء على المناضل عبده بكاري بوانا.
واستعرض مسيرته النضالية التي بدأت عام 1958 بعد عودته من مدغشقر. وقال صفوان بأن عبده بكاري كان قد عين مدرسا في مدينة مُويا بأنجوان، وقص واقعة جرت معه أثناء عمله هناك، عندما حرر خطاب احتجاج باسم فلاحي المنطقة الذين كانت السلطات الاستعمارية تعاملهم بقسوة، وطاب فيه بمعاملتهم معاملة أفضل، وهو ما أسخط الفرنسيين واعتبروه طعنا في . وأضاف أن بكاري سافر بعد تلك الواقعة إلى زانجبار، عام 1962 للالتحاق بالمعهد الفرنسي القمري، حيث التقى باللاجئين السياسيين هناك، وأسسوا حركة موليناكو العام نفسه، والتي تزعمها هو، متخذين من زانجبار مقرا للحركة، ومبتعدين عن تنكيل سلطات الاحتلال الفرنسي، ومن هناك انطلقوا بمسيرة الحرية في مواجهة قوة عظمى بحجم فرنسا، وتنقلوا بين عواصم إفريقية وغربية، وبين منظمة الوحدة الإفريقية والأمم المتحدة. ومنذ إنشائها ظل شبح حركة موليناكو يطارد الفرنسيين في كل الاتجاهات.
وذكر أن بكاري بوانا كان قد أدلى بشهادته على العصرفي مقابلة مع الصحفي صيف البدوي، حيث قال فيها بأن فرنسا حاربت موليناكو بلا هوادة للحيلولة دون إدراج جزر القمر على القائمة الأممية ضمن الدول المستعمَرة التي أن تنال استقلالها، مستطردا أن اتساع شبكة العلاقات الدولية والدبلوماسية التي حظيت بها الحركة، أصبحت فرنسا تخشى من صدور الأمم المتحدة قرارا يفوض موليناكو ممثلة لجزر القمر، فتضطر إلى الجلوس معها للتفاوض حول الاستقلال، على غرار ما حصل مع حركة «سُواپُو «Swapo ممثلة لدولة جنوب غرب إفريقيا – جمهورية ناميبي حالياً.
وعلى الرغم من أن المعركة لم تكن هينا، إلا أن بكاري بوانا وزملائه المناضلين تحلوا بقوة الإيمان وحب الوطن، وقادوا مقاومتهم بإصرار إلى أن أعلنت البلاد استقلالها من جانب واحد، في 6 يوليو 1975. وعلق عُمور أثناء إلقائه المحاضرة حول مرور نحو نصف قرن منذ نيل الاستقلال قائلا أن مرور 44 عاما لعمر طويل في حياة الإنسان، لكنه قليل جدا بالنسبة لدولة تحررت حديثا من الاستمعار. وقال أنه يتفق مع القائلين بأن الاستعمار لم يزل قائما حتى الآن لوجود عوامل عديدة تؤكد ذلك، كبقاء جزيرة مايوت تحتل الحكم الفرنسي، لكنه في الوقت نفسه يرى أن حصول جزر القمر على استقلال جزئي خير من على أن لا تحصل عليه قط. وتبادل الحضور النقاش بعد انتهاء المحاضرة بطرح أسئلة وتعليقات متنوعة حول دور الزعيمين الآخرين، علي صالح ميتساشيوا، وأحمد عبد الله عبد الرحمن، وقدر الجمهور مجهوداتمها ومساهماتهما في مسيرة الاستقلال، لكنهم وفي ذات الوقت، انتقدوا مواقفهما وعلاقاتهما المشبوهة بالفرنسيين، لدورهما السلبي في زعزعة الأمن والسلم الوطنيين بعد الاستقلال عن طريق الانقلابات.
وانتهز الاتحاد الطلابي في القاهرة تقديم لجنته التنفيذية الجديدة المنتخبة منذ شهر تقريبا وفي كلمته دعا رئيس اتحاد طلبة جزر القمر يوسف أكبر مجوان الطلاب القمريين إلى التوحد ونبذ الفرقة بين القمريين لأن الفرقة لم ولن تنفعهم أبدا ودعا الطلاب القمريين إلى مساندة الاتحاد والتعلم من خلال خدمة الآخرين دون مقابل لأنه هو الذي يؤهل إلى قدرة تحمل مسؤولية شعب كما استعرض رئيس الاتحاد جوانب من البرنامج الذي سيعتمد إليه فريقه لخدمة زملائه القمريين المقيمين في مصر.
وفي ختام الحفلة كانت الكلمة للسفير القمري عطاي أفندي، الذي شكر الحضور وأكد دعم السفارة لمساعي رئيس الاتحاد الجديد، ومن خلال كلمته دعا السفير القمري في القاهرة الطلاب القمريين إلى الابتعاد عن السياسة وشجعهم على الالتحاق بكثرة بالكليات الدينية لأن البلاد لا زالت تحتاج إلى علماء دين.