نسبة المشاركة تجاوزت ٦٣% على مستوى الجمهورية .. وجزيرة أنجوان تحتل المرتبة الأولى الأعلى مشاركة بأكثر من ٧٣% مقارنة بنظيرتيها موهيلي وانغازيجا
كتب صفوان عُمور عبد الله:
حسم القمريون موقفهم بالموافقة على الإصلاحات الدستورية التي أعلنها رئيس الجمهورية غزالي عثمان في شهر إبريل من العام الجاري بالدعوة إلى الاستفتاء على الدستور القائم والمعدل عام ٢٠٠٩. وخلال الاستفتاء الدستوري الذي جرى تنظيمه يوم الاثنين، ٣٠ يوليو الماضي، حرص المواطنون على المشاركة بكثافة في جميع أنحاء الجمهورية بنسبة ٦٣,٩% لأداء حقهم الديموقراطي في تقرير مصير البلاد.
وفي اليوم التالي أعلنت اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات النتائج غير الأولية للاستفتاء برئاسة رئيس اللجنة، الدكتور أحمد محمد جازا، في انتظار المحكة العليا أن تقوم بالاعتماد النتائج وإعلانها رسميا. ووفق ما أعلنته اللجنة فإن ٩٢,٧٤% من الناخبين صوتوا بـ «نعم» و ٧,٢٤% صوتوا بـ «لا» ليبدأ بذلك العد التنازلي لمشروع الحكومة لجعل جزر القمر دولة صاعدة بحلول عام ٢٠٣٠.
أما على مستوى الجزر الثلاث فقد صوت ٩١,٩٢% من الناخبين في جزيرة انغازيجا بـ “نعم” و ٨,٨٩% صوتوا بـ “لا”. وفي جزيرة موهيلي أدلى الناخبون بأصواتهم في جو هادئ، وحاز الناخبون المصوتون بـ “نعم” على ٧٧,٨٣% من الأصوات فيما نال المصوتون بـ “لا” على ٢٢,١٧%.
وعلى الرغم من معارضة محافظ جزيرة أنجوان للإصلاحات الدستورية المعلنة من قبل الحكومة وتهديده بعدم السماح بتنظيم الاستفتاء على أرض الجزيرة إلا أن المواطنين فيها لم يعيروا اهتماماً بدعواته وخرجوا للإدلاء بأصواتهم في جو هادئ خال من أي أعمال عنف. وقد شهدت اللجان الانتخابية في أنجوان أعلى نسبة مشاركة على مستوى الناخبين بلغت أكثر من ٧٣% مقارنة بنظرتيها موهيل بنسبة ٢٣,٤٠% و١,٦٢% في جزيرة انغازيجا، وبلغ عدد المصوتين بـ “نعم” في الجزيرة ٩٤,٤٢% و ٥٨,٥% من إجمالي المصوتين بـ “لا”.
كانت مجموعة ملثمين من أنصار المعارضة قد هاجموا إحدى اللجان الانتخابية في حي سانفيل بالعاصمة موروني، وأتلفوا كل المستندات المتعلقة بالاستفتاء وكسروا صناديق الاقتراع، وقاموا بالاعتداء بشكل وحشي على مجند برتبة رقيب يدعى علي رجب، أحد عناصر الجيش التي كلفت بحراسة المركز الانتخابي وقطعوا يده ثم لاذوا بالفرار.
وكان وزير الدولة المكلف بالشؤون الخارجية مع العالم العربي، الدكتور حامد كرهيلا قد دعا في تغريدة له على تويتر عشية الاستفتاء إلى حوار وطني جاد حول المحاور السياسية والاجتماعية والاقتصادية والأمنية للوصول إلى وفاق وطني للإنقاذ والتغيير والتعمير.
وزير الخارجية يلتقي بالسفراء المعتمدين لدى موروني لإطلاعهم على مجريات الأمور:
استقبل وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي، محمد الأمين صيف اليمني البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى موروني، عشية إعلان النتائج الأولية لإلقاء الضوء على الأحداث الوطنية. وتحدث صيف حول طبيعة مجريات عملية الاستفتاء على مستوى الجزر الثلاث، مشيدا في الوقت بنجاح مجريات الاستفتاء ودور عناصر الشرطة الوطنية والمواطنين الشرفاء.
وفي السياق ذاته أدان وزير الخارجية والتعاون الدولي بشدة، العملية الإجرامية التي نفذها مجرمون ضد وكيل من الدرك الوطني، مشيرا إلى أن هذه الحادثة الأليمة قد شابتها علامات تحريضية سابقة خاصة في جزيرة أنجوان التي شهدت محاولة اغتيال نائب رئيس الجمهورية، موستدران عبده. وأكد أن هذا التصرف الشاذ والغريب على المجتمع القمري هو مفهوم الإرهاب، الذي يسعى المجتمع الدولي، للقضاء عليه بشتى الطرق الممكنة.
كما نوه الوزير صيف إلى أن بيانات الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي كانت واضحة كل الوضوح في دعوة القمريين جميعا إلى نبذ العنف واحتضان السلم والأمان، وليس عكس ذلك ما يروجها البعض..
وأوضح أنه قد تأكد للجميع وفقا لما جرى أن حزب الشمس ليس مجرد حزب سياسي بقدر ما يحمل في رسالته أجندة خطيرة وغريبة على المجتمع القمري، مشيرا إلى أن التظاهر السلمي ليس مرفوضا البتة لأننا ندعو دائما إلى الدولة الديمقراطية، لكن ما حدث في منطقة “سانفيل بموروني” أمر شنيع يحتاج إلى بذل كل الجهود والمساعي للحد من تكرار مثل هذا السيناريو الارهابي الخطير. ودعا الجميع إلى ضرورة التنبيه بما تنقله وسائل الإعلام لاسيما مواقع التواصل الاجتماعي من أخبار كاذبة وملفقة تحتاج إلى تبيين وإظهار الحقائق بالقدر الممكن.
المصدر: اللجنة الوطنية المستقلة للانتخابات – وزارة الشؤون الخارجية