هنالك .. في فجوة داخل قلب القلب البعيد ! سبع ذكريات غالية ثامنها حلم باسط ذراعيه توقاً للمزيد . سبع ذكريات هاربة من بطش الأيام لتنجو بصدقها وقدسيتها وحلاوتها وحلمها الوحيد.
سبع ذكريات لاتصحو إلا حينما تمر عليها خطرات من شمس الروح تزاور عن قلبها ذات اليمين والشمال، تصحو بضع دقائق تمدني بابتسامة و زخة حِس خفي يحلو تارة وتارة يتعلقم ثم تغفو مرة أخرى. يا للذكريات .. مخادع من يقول إنها خدعة الأيام لنا. سبحان الذي أنعم علينا بملجأ جميل آمن يحتوينا كلما احتجنا إليه وطرقنا بابه.. إنه (الذكريات).
تمر علينا الأيام والأحداث فتملؤنا التفاصيل بالذكريات، بعضها ينسج بخيوطه ثوب المحبة الآني، وكلما كان جميلاً زادت نسبة تجاوزنا لكثير من الآلام والجراح والأخطاء والهفوات، ونمتلئ بالتسامح، ونرتقي بالرضى التام، فبعض الذكريات كفيلة بأن تغير اتجاهنا للأفضل، وأن تعالج كثير من العُقد النفسية برفق، وأن تجعلنا ممن يكتسي بالغفران قلبه، وتضيء الإبتسامة دربه. وبعض الذكريات لو هززناها تساقط الرماد وبانت نار الغضا فتتأجج الصدور ألماً وقهراً و غِلاً. لكن قناعتنا بأن التفاصيل الموجعة وأدها أسلم وأقرب للفطرة السوية“ يجعلنا أكثر رُحمىٰ بأنفسنا وغيرنا، وأفضل في اتخاذ خطوة سامية في طريق التجاوز و سلم الغفران.
الذكريات! عالم من الكمال يتحدى العدم. الذكريات! خلود للمفقود يتحدى الموت. الذكريات! حدائق تتحدى الجفاف و تظل وارفة بداخلنا لايدخلها معنا إلا من كانوا جزءً منها أو من لهم معنا يد في سقياها وغرسها أو من يستمع منا لحكاياها.
الذكريات! حياة أخرى نعيشها بإرادتنا أحياناً وأحياناً رغماً عنا. الذكريات! جزء من كياننا وتكويننا وكوننا الخفي. الذكريات! نعمة عظيمة وهدية الأيام لنا فلا نجعل منها نقمة. لذا ، فلنحاول دائماً صنع ذكرياتنا من كل شئ جميل، فلنعش لحظات ندرك أننا سنسعد حتماً حين نعود إليها يوماً بذاكرتنا ونبتسم. كتلك اللحظات التي خلقت الذكريات السبع الهنالك في فجوة داخل قلب القلب البعيد … فهل من مزيد؟.