تسامح … !

    بقلم الكاتبة والأديبة السودانية / نهى إبراهيم سالم

     

    كما أن الموت هو الحارس المكلف بالإفراج عن الروح من سجن الجسد ، فأنت الإلهام المكلف بالإفراج عن خواطري من سجن الذات. ولا أملك نفسي عندما تجتاحني الكلمات ممزوجة بالحس والفكر معاً فينقطع اتصالي بكل ماحولي وأتوه في أفق لامتناهي حيث لاجدوى من العودة حين يقترب الخيال من ملامسة الحد الفاصل بين سواد عيني وبياضها. كلما طرأ على البال ميلاد حب لم ينتظر مجيئ النظرة الأولى ، فأتوسد الهلام في ذلك الحد الشفيف ، وألتهم الحروف من ألف الأبجدية إلى ياء النهاية علني أفك طلاسم الرؤية والإدراك ، وأنجح في مباغتة اللغه بين أروقة اللغات الألف رغم أن قلمي عجوز يتعثر بأفكاري من هرمه ويعجز عن السير والكتابة بشكل مرتب. ومع سبق الإصرار أبقى بين أنقاض الحنايا على رفات الكلمات أمشي وعلى حواف أرصفة التحدي كي أكون ، فكن هنا قلما وقافية وقلب ولكي أكونك كن أنا.
    فها أنت تنداح كمياه الأوقيانوس على شواطئ كل اللحظات ، وأنا واقفة كشجرة بيلسان تختال شامخة راسخة ، وقد كنت قبلك كقارب ورقي صغير دمعة واحدة كفيلة بإذابته ، كأهزوجة لاتعرف صوت الأنغام ، كطائر فقد جناحيه في زمن ما ،كذات عاشت بلا هوية ، كنخلة بلا حكايه .. مهلاً !!!
    وهل ثمة نخلة بلا حكايه؟
    كيف وأنا كلما صنعت قلماً من أي نخلة وجدت به بقايا نور من بصمات مريم وطهرها وشئ من رأفة آدم وحنينه ؟ وكنت … وكنت … وكنت … والآن أصبح الحرف عالم خصب وشاسع تلفه مودةً ورحمة ورضا من الله تبلورت فيه كل الأشياء فصرت أكتبك بشكل جميل غريب وواضح رغم غموضه .
    وبعد هذا ، أليس حريٌ بي أن أجعل لغة الحوار والتسامح هي اللغة الأم في مملكتي كي لا أفقدك ؟!

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top