بعد أكثر من أسبوع من إجراء انتخابات الرئاسة والمحافظين في معركة انتخابية عرفت نتائجها مسبقاً، عقدت المحكمة العليا يوم الثلاثاء، 2 إبريل 2019 برئاسة المستشارة هارمية أحمد وذلك للإعلان عن النتائج النهائية للانتخابات الرئاسية.
وكالعادة تغيرت الأرقام التي حصل عليها المرشحون بعض الشيئ مختلفة عن ما أعلنتها الهيئة الوطنية المستقلة للانتخابات في 26 مارس الماضي.
وقد أعلنت المحكمة العليا في البلاد في جلستها تفوق الرئيس الحالي غزالي عثمان على سائر المنافسين الاثني عشرة بنسبة %59,05 من النتائج النهائية، وبناء على قرار المحكمة العليا يكون غزالي عثمان قد أعيد انتخابه رئيساً جديداً لجمهورية القمر المتحدة لمدة عشر سنوات، ويكون الرئيس غزالي قد حقق حلمه السياسي بتمديد أمده في السلطة حتى عام 2030.
واحتل المرتبة الثانية المرشح أحمد محمود المدعوم من حزب الشمس وحصل على %15.71، وحل في المرتبة الثالثة حاكم جزيرة انغازيجا السابق مُويني بركه صالح %5,53. أما المرتبة الرابعة فذهبت لصالح المرشح صالح محمد، الملقب بـ كامبانيار، ونال %3,57 من أصوات الناخبين.
وتلت مراتب باقي المرشحين كالتالي :
– حامد كرهيلا %2,80
– فهمي سيد إبراهيم %2,61
– لاريفو سيد ريجا %2,52
– حسن حمادي مغومري %2,20
– سيد محمد آشميت %2,14
– إبراهيم علي مزيمبا %1,38
– سيد جعفر المسيلي %0,85
– سعد سالم %0,83
– على محاجي %0,81
ووفقًا للمحكمة العليا، فإن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية قد بلغت حوالي %52,99.
وفيما يتعلق بانتخابات المحافظين على مستوى الجزر الثلاث، أكدت المحكمة فوز المحافظ والمرشح المتحالف مع الحزب الحاكم أنيس شمس الدين بمنصب محافظ جزيرة أنجوان وحصوله على %61,28 متقدما على منافسه مرشح حزب جُوَا نسيم أحمد الذي نال %19,55. وقد سبق لأنيس شمس الدين أن انتخب محافظاً لأنجوان في الفترة ما بين 2016/2011.
كما أكدت المحكمة تنظيم الجولة الثانية في انغازيجا وموهيلي. وستدور المنافسة في جزيرة انغازيجا بين مرشحة التحالف الرئاسي سيتي فرواتا محي الدين التي نالت %31,31 في الجولة الأولى مقابل %24,14 للمرشح عبده صيف. أما في موهيلي فلم يحصل أي من المرشحين على الأصوات الكافية لضمان التفرد برئاسة الجزيرة خلال الماراتون الانتخابي الأول ما يستدعي أيضاً إلى إعادة المنافسة في جولة ثانية يتنافس فيها كل من المحافظ المنتهية ولايته محمد سيد فاضل، المدعوم من قبل حزب الاتفاق من أجل تجديد جزر القمر الحاكم، والذي جاء في المركز الثاني برصيد %34,07 وكذلك المرشح سيد باكو عثمان صاحب المركز الأول في الجولة الأولى بنسبة %36,51.
وكانت نسب المشاركة في انتخابات المحافظين متفاوتة خلال الجولة الأولى على مستوى الجزر. وتصدرت جزيرة موهيلي أعلى نسبة مشاركة تجاوزت %58، وفي جزيرة أنجوان بلغت %55,61 ثم محافظة انغازيجا التي لم يتجاوز عدد الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم %55,12.
وتنص المادة 96 من الدستور الجديد المستفتى عليه في 30 يوليو 2018 على أن المحكمة العليا هي أعلى هيئة قضائية، إدارية، ودستورية، وانتخابية وقراراتها نافذة وغير قابلة للطعن.
وقد شهدت الانتخابات الرئاسية مضايقات شديدة ضد مرشحي المعارضة والمستقلين، وصلت إلى حد حرمان المنافسين لمرشح التكل الرئاسي الحاكم من حرية التنقل جواً إلى جزيرتي موهيلي وأنجوان خلال الحملات الانتخابية إلا عن طريق القوارب البحرية.
كما شهد يوم الاقتراع توترات أدت إلى اعتقالات وسقوط جرحى في صفوف المرشحين ناهيك عن القبضة الأمنية التي يتحكم بها الرئيس غزالي الأمنية بإشراف وزير داخليته محمد داود كيكي.
ورغم الإعلان الرسمي للنتائج النهائية لصالح الرئيس غزالي عثمان بصفته رئيساً جديداً أعيد انتخابه إلا أن المعارضة تتمسك بموقفها الرافض للانتخابات التي شارك فيها اثنا عشرة مرشحاً من معارضين ومستقلين. وتستمر المعارضة عن طريق ما يسمى بالمجلس الوطني الانتقالي المؤسس حديثاً في تعبئة القمريين في الداخل والخارج لدفعهم إلى مزيد من الاحتجاجات رفضاً لما أفرزته صناديق الاقتراع وذلك تهيئة لمظاهرة ضخمة يعتزم معارضو النظام في المهجر تنظيمها في فزنسا يوم الأحد 7 أبريل الجاري بهدف دفع المجتمع الدولي إلى مضاعفة الضغوط على الحكومة للتراجع إلى الوراء.
وكانت القوى الدولية والإقليمية قد دعت بعد أيام من الانتخابات السلطات وجميع الأطراف الفاعلة إلى مزيد من ممارسة ضبط النفس بين الجانبين والبحث عن حل توافقي يرضي الجميع عن طريق حوار شامل.