#كلمة عن لغتنا
قذف الله في قلبي حب استظهار الألفاظ العربية و كل ما هو عربي في لغتنا القمرية و في مجتمعنا الثقافي ؛ لما أراه في شبابنا من الميل إلى الغرب ، و لاستحسانهم بـثقافتهم ، و لأن بعضًا منهم لشدة إعجابه بهم يلمس بعض الكره في داخله تجاه العروبة ، فـأريد أن أريَهم أصول ثقافتنا العريقة ، و ينابيع هذه الثقافة التي ورثناها من الأجداد ؛ ليعلموا أن أصل كل ما هو ثقافة في الجزر الخضراء منسوب إلى شجرة العرب ،
و من التأثر العربي في لغتنا القمرية أننا اخترنا التقويم العربي للشهور كـتقويمٍ تقليدي ، بل إن بعض الشهور السنوية قد ينال تسميته بحدَثٍ دينيٍّ معروف فـيُشتق منه اسم الشهر الذي يقع فيه الحدث ،
فـمن ذلك تسميتهم شهر ذي الحجة ، سموه ” مُوِيزِ وَ حِجَّ مَكة ” و معنى كلمة ” مويز ” أي : شهر ، و تي الواو معناها الإضافة ، و الكلمتان معروفتان ، فـمعنى هذا الاسم : الشهر الذي يُحج فيه إلى مكة ، و هذا حدث يتعلق بالدين ، و من ذلك أيضا تسميتهم شهر ربيع الأول ” مويز وَ موليدَه ” و معناه : شهر المولد ؛ لما فيه من احتفال بالمولد النبوي الشريف ؛ لأن أصل الثقافة عندنا التصوف ، و كذلك قولهم في تسمية شهر رجب ، قالوا : مُوِيرِ وَ مِراج ، و مراج هي الكلمة العربية ” المعراج ” إلا أنهم أسقطوا العين منها ، و قد يأتون بـياءٍ بدلًا من العين فيقولون : ميراج ، أي : شهر المعراج ، يعنون به معراج النبي صلى الله عليه و سلم و هم يحتفلون به كـعادة المتصوفة في الاحتفالات ، و مما حاز اسمًا لحدث دينيٍّ متكرر : الجمعة ، فإنه عُرف هكذا في لغتنا بَيْنَا لم يكن ذلك في غير يوم الجمعة من أيام الأسبوع ، فهو اليوم الوحيد الذي يحمل اسما عربيا ؛ لأجل هذا الاجتماع الديني الذي يحدث في هذا اليوم المبارك.
و أخيرا أقول : إني أجد ميلا عظيما لإظهار هذه الأمور لإخوتي القمريين – أشعر بأني جاسوس الألفاظ العربية في لغتنا القمرية – حتى لا يغتروا بالثقافة الوافدة من الغرب ، كما انخدع بها بعضٌ منهم .
أسأل الله أن يمنَّ علينا و يقيض لبلادنا باحثين ، لهم في الجدارة موضع ، يقومون بنشر العربية في ربوع هذه البلاد الجميلة
عفيف إسماعيل يوسف
طالب دراسات عليا في اللغة العربية وعلومها- جامعة الأزهر