*محمد يوسف محمد كاري
تَأمَّـلـتُ فِي الجُزر بِـما أَرَى و ظَنَنتُ أنَّ الزَّمـانَ قـد تَـغَيَّـرا
والثَّعلب المكار أصبَح سيِّدا خِداعٌ في كل كَـبِيـرةٍ وصُـغيَّـرا
زمنُ التخلٌّفِ والضَّياعُ نعيشه صِراعٌ على الحُكمِ فَرضًا مُقدًّرا
أزماتُ الدهرِ كلُّها حلَّت بِنا أرادَ المُحتَـلُّ ذلـك أن تَـكبُـرا
بثَّ الظلام الهالكات فيما بيننا وأنصارُ العَدوّ في الجُزُرِ يُنَصِّرا
مُحتَلٌّ يُعَيِّشنا في الذُّل مُجَدَّدا وقديما ذلَّ لآبائِنا وتَكَبّـرا
بَغَى في الأَرض فَسادا وأهلَها والآن يُطفِي شَمع حُرية نوّرا
يُميت كُلَّ العَزائمِ في قُلوبِنا إما بالهِجرةِ أو تَموتُ مُقَهَّرا
إنَّ فرنسا لم تزل تَضُرُّ بِنا وَحربُها علينا رجَّعتنا لِلوَرا
ألم تَكفِها مايوت وهي أرضُنا واحتلت ذاك الجزيرة وتَجَبَّرا
استيقظي يا جزُرَ لكي ترى إنّ دِمائَكِ استُبيحت وأُهدِرا
عدوك مُتلوِّنٌ بلونِك جيِّدا شِيمتُه الغَدرُ ولن يَتَغيَّرا
لا يفهمُ أعداءُ الوطنِ بأنه بلادُنا قمرٌ لا تُباع ولا تُشتَرى
سيظلُّ كلامي يَهُزُّ قلوبَهم حتى يزولَ الظلمُ عن تلك القُرى
واعلم بأنَّ الحياةَ هي كفاحٌ وبغيرِها الأوطانُ لن تَتَحرَّرا
واعمل لِنَهضِ بلدِك دائمًا وازرَع واصنَع واصطادُ عَنبَرا
أَرضُكَ خَضراءُ والبَحرُ ساكِنٌ وسُبُلُ العَيشِ كثيرةٌ ومُيسَّرا
تيقّن أنَّ النصرَ لا مَحالةَ قادِمٌ حَتمًا وقَضاءُ ربِّك أمرا مُقدَّرا
_____________________
خريج كلية الدراسات الإسلامية والعربية جامعة الأزهر الحاصل على دبلوم الدراسات العليا من المعهد العالي للدراسات الاسلاميه القاهرة*