كثيرا ما يتردد على لسان سيد الرئيس متفاخرا أمام شعبه ما مفاده بأن بلادنا هي من أكثر بلدان العالم تمتعا بالأمن والاستقرار ، بفضل خلوها مما يقلق المرء ويخيفه من حروب مدمرة وجرائم قتل أو نهب أو ما إلى ذلك من أنواع الجرائم البشعة المتفشية في عالم اليوم .
بالتأكيد ، فلقد ظل هذا البلد ملاذا آمنا لكل من أرهقته هموم الدنيا ، أو أجبرته الحروب الطائشة للهرب وطلب اللجوء إليه ، فيجد من يستقبله ويؤويه ليعيش على راحته مطمئن البال . فجزر القمر تتميز بشعبها المضياف والمتدين والمعروف بسلوكياته وتعاملاته الحسنة مع الآخرين .
بيد أنه في الآونة الأخيرة وللأسف الشديد أخذت كل هذه الأشياء تنمحي شيئا فشيئا مع ظهور مجموعة من الشواذ والمتحرشين جنسيا ، لا أحد يدري من أين أتت بهم الطبيعة ليقوموا باستغلال الأطفال جنسيا وهتك أعراضهم ، وليكونوا بذلك أول مصدر قلق وذعر في نفوس القمريين منذ نشأة هذا الأرخبيل القمري .
فلا شرطة ولا محكمة تتحرك لتأخذ الأمور بجديتها لردع هؤلاء المفسدين بإيقاع العقوبة القاسية عليهم ، حتى يكون ذلك درسا لمن تسول له نفسه القيام بمثل ذلك ، ولم نسمع قط أية فتوى صادرة من دار الإفتاء القمري بشأن الموضوع ، أو رأي الدين والعقوبة المقررة في مسألة خطيرة كهذه ، ولا حتى مجرد تنديد على الأقل !!
وتظل قلوب الآباء والأمهات بهذا البلد في خفقان دائم يوميا منذ لحظة خروج الأطفال من منازلهم إلى المدارس ، لحين عودتهم ليتأكدوا من عدم المساس بهم من قبل الخونة الشواذ والمتحرشين جنسيا .
فهل حقا ما زال هذا الأرخبيل القمري ، الذي وصفه من زاروه من العرب من قبل بأنه جنة الله على الأرض ، هل حقا ما زال بخير ويعد من الدول الآمنة والمستقرة بعد كل ذلك ؟!
سيد موانجي
كل الآراء الواردة في المقال يتحمل الكاتب فقط كامل مسؤوليتها