في الوقت الذي بدأت فيه بعض دول العالم رفع القيود التي فرضتها على مواطنيها من إجراءات وقائية للحيلولة دون تفشي المرض المستجد – كوفيد 19 الذي حصد حتى الآن نحو ثلاثة ملايين وربع مصاب ، ونحو ربع مليون وفاة حول العالم ، يخرج رئيس جزر القمر ، غزالي عثمان ، اليوم الخميس 30 إبريل 2020 ، ليؤكد للشعب صحة الأخبار التي كانت بعض المواقع الإخبارية المحلية تتناولها، والشائعات ومقاطع الفيديو التي يتناقلها نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي من جهة ، حول وجود مصابين بفيروس كورونا في البلاد ، إلا أن تلك الأنباء كانت دائما ما تقابل بالنفي من قبل المتحدث الرسمي للحكومة والمسؤولين في القطاع الصحي من جهة أخرى.
وجاء المؤتمر الصحفي الذي عقده الرئيس غزالي ليكسر حاجز الصمت لدى الحكومة الذي دام طويلا في قضية لم تستحي حتى الشخصيات العالمية والسياسية ولا المشاهير من الإفصاح عنها عندما أصيبوا هم أو أقربائهم. واعترف رئيس الجمهورية في مؤتمره الصحافي بوجود أول حالة إصابة ومؤكدة في البلاد لمواطن يبلغ عمره 50 عاما مؤكدا أنه يتلقى العلاج داخل مستشفى المعروف المركزي. وحول مصدر العدوى ، قال الرئيس غزالي بأن هناك مواطن يحمل الجنسية الفرنسية اختلط بالشخص المذكور أثناء زيارته البلاد في 18 مارس الماضي وأقام فيها ، وهو من نقل عدوى فيروس كورونا إلى الشخص المصاب.
كما أعلن رئيس الجمهورية أنه تم رسمياً إبلاغ منظمة الصحة العالمية عن حالة الإصابة المؤكدة في جزر القمر. وأضاف أن الحكومة تسعى بشكل عاجل إلى التعرف على الأشخاص الذين اختلط المريض معهم خلال الفترة الماضية لإجراء الفحوصات الطبية اللازمة تفاديا من تفشي الوباء. وشدد الرئيس غزالي عثمان على الإبقاء بالإجراءات الوقائية التي اتخذتها الحكومة وإغلاق كافة حدود البلاد ، وإلغاء الرحلات الجوية والبحرية الداخلية والخارجية. كما شدد على إبقاء المساجد مغلقة ، واستمرار إلغاء صلوات الجمع والجماعات فيها ، وكذلك صلاة التراويح والتهجد خلال شهر رمضان الكريم.
وأعلن كذلك أيضاً إغلاق كافة المؤسسات التعليمية إلى أجل غير مسمى ، داعيا المواطنين على الالتزام بالتباعد الاجتماعي وحظر التجمعات لأكثر من عشرين شخصاً. وأكد الرئيس إبقاء حظر التجوال الجزئي ليلا اعتبار من شهر رمضان ، بدءا من الساعة الثامنة مساء وحتى الخامسة صباحاً. كما أعلن رئيس الدولة خلال المؤتمر عن استراتيجية حكومته في إجراء الفحوصات للمواطنين ، قائلا أن كل من يتم فحصه إيجابياً سيتلقى العلاج بعناية ، لكنه سيتم فرض عزل صحي على أسرته أو المحيطين به كإجراء وقائي خشية انتقال العدوى إلى آخرين. وأضاف أن الحكومة تنتظر وصول معدات وأجهزة طبية جديدة وكذلك طلبات الحصول على الكمامات الطبية.
وتجدر الإشارة إلى أن والي جزيرة مايوت المحتلة كان قد صرح لقناة “مايوت پرومي” قبل أسبوعين ، عن فحص فوج الفرنسيين الذين غادروا جزر القمر على متن الخطوط الجويه الإثيوبية متجهين إلى مايوت وفرنسا ، وثبتت نتائج الفحوصات عن وجود حالة إصابة إيجابية من بينهم ، لكن الخبر قوبل بالنفي رسمياً على لسان وزير الخارجية ، محمد الأمين صيف.