أكد السفير عطاء أفندى سفير دولة جزر القمر ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية وعضو الاتحاد الأفريقي، عمق العلاقات القمرية المصرية، مؤكداً أن دولة جزر القمر داعمة ومؤيدة لمصر والسودان أفريقياً وعربياً في أزمة سد النهضة، مشدداً خلال حواره الأول للصحافة المصرية والخاص لـ«الأخبار المسائى»: نرفض حجز إثيوبيا لمياه النيل بدعوى التنمية لأنها تمثل الحياة والأمن القومى المائى فى القارة الأفريقية والوطن العربي، مطالباً إثيوبيا الاحتكام للعدالة الدولية والاتفاق على إطار قانوني يحفظ حقوق مصر والسودان ويلبي طموحات أديس أبابا في التنمية، مناشداً الدولة المصرية والمستثمرين المصريين الاستثمار ببلادنا للاستفادة من ثرواتها البكر، مشيراً إلى تقديم جميع التسهيلات والإعفاءات الضريبية والجمركية، منادياً الزعيم السيسى بدعم القمريين والنهوض بالدولة القمرية مطالباً الأزهر الشريف باستلام مبنى مخصص لمعهد أزهرى بجزر القمر لنشر الوسطية ومواجهة التطرف متضرراً من مشكلة تأخير منح الإقامة والتأشيرات للطلبة والتجار والسياح القمريين القادمين لمصر وإليكم نص الحوار..
ما تقييمك للعلاقات المصرية القمرية؟
>>العلاقات المصرية القمرية جيدة ومتينة، فكانت مصر من أولى الدول التى اعترفت باستقلال جزر القمر عام 1975 ونحن مع الدولة المصرية دائماً فى جميع القضايا القومية وفى الفترة الأخيرة تطورت العلاقات المشتركة، فمصر تقدم المنح الدراسية للطلبة القمريين للدراسة بمصر، ونحن افتتحنا سفارة لجزر القمر بالقاهرة، لكن مع الأسف لم تفتتح مصر سفارة لها بجزر القمر، ومطلوب أن يكون للقاهرة سفارة بدولتنا.
> التوجهات المصرية تعمل على تفعيل العلاقات مع الدول الأفريقية، ومنها جزر القمر؛ حيث يتم التخطيط لمزيد من التعاون في العديد من المجالات مع تعزيز الاستثمارات المصرية في جزر القُمر، فكيف ترى ذلك ؟
>> تطورت العلاقات الاستثمارية بين البلدين فى الفترة الأخيرة وقد استثمرت شركة سويدى إليكتريك المصرية بجزر القمر مؤخراً، فى المجال السياحى ببناء فندق خمس نجوم فضلاً عن بناء الموانئ إضافة إلى المشروعات الكهربائية، وقد بدأت الشركة بتنفيذ تلك المشروعات فى جزر القمر ونأمل ونستهدف مزيداً من الاستثمارات المصرية ببلادنا، لأن جزر القمر بلد بكر من الثروات والفرص الاستثمارية والصناعية، ولا يوجد لدينا صناعات ونستورد كل شىء من الخارج ونحتاج إلى أشقائنا العرب خاصة مصر لإمكانياتها وخبرتها فى جميع المجالات لتطوير البلد فى جميع المجالات.
> ما مجالات الاستثمار فى جزر القمر ؟
>> كل المجالات مفتوحة وموجودة منها السياحة والزراعة والصناعة والاستثمار ولمصر والمستثمرين المصريين اختيار العمل فى أي منها، وجزر القمر تقدم جميع التسهيلات التى أقرت فى قانون الاستثمار الجديد، والبلد مستعدة لتقديم جميع التسهيلات الممكنة لجلب الاستثمار إلى جزر القمر، منها الإعفاء من الضرائب والجمارك لمدة خمس سنوات، وجزر القمر تستهدف المستثمر المصرى، وفرنسا موجودة فى جزر القمر أكثر من مائة سنة إلا أنها لم تفد جزر القمر ولا ترغب فى تطويرها، ولذلك نريد مصر بجزر القمر, خاصة أن المصريين يتميزون بالخبرة والمصداقية والأمانة، ونشترك فى الدين والعروبة والقارة الأفريقية، وأنا درست بالأزهر الشريف فى مصر والآلاف غيرى من القمريين درسوا بمصر الحبيبة لدينا فهى بالفعل أمنا وأم الدنيا، ولذلك نفضل الاستثمار المصرى أكثر من أى دولة أخرى.
> التقى وزير الخارجية سامح شكري أبريل الماضى رئيس دولة جزر القمر عثمان غزالي حاملاً إليه رسالة الرئيس السيسي والتي تناولت الوضع الحالي لمفاوضات سد النهضة واستعراض الموقف المصري له.. فكيف ترى جزر القمر أزمة سد النهضة وحق ومصر والسودان فى حصتيهما المائية؟
>> الوزير سامح شكرى زار جزر القمر لشرح الوضع الحقيقى لأزمة سد النهضة بعدما كان هناك لبس كبير للقضية من قبل إثيوبيا، ولذلك كانت زيارة وزير الخارجية لأشقاء مصر، العرب والأفارقة، مهمة جداً للاستماع للموقف الحقيقى، كما زارت مريم الصادق المهدى وزيرة خارجية السودان جزر القمر قبلها لنفس الغرض، وبالفعل تفهم المسؤولون القمريون والرئيس غزالى صحيح القضية وأن هناك ظلماً واقعاً على مصر والسودان، وموقفنا أن من حق إثيوبيا التنمية لكن دون الإضرار بمصالح دولتى المصب مصر والسودان فى حصتيهما المائية وقد تأكدت الحكومة القمرية أن مصر والسودان لهما حقوق مائية قانونية وتاريخية فى مياه النيل ولإثيوبيا الحق فى التنمية دون ضرر مصر والسودان، وهناك خطورة من سد النهضة من وصول مياه النيل لمصر وهو ما ستتضرر منه الزراعة والصناعة والحياة بأكملها فى مصر والسودان، فالمسألة خطيرة ولا بد من إيجاد حلول عادلة، سواء على مستوى الاتحاد الأفريقى أو جهات دولية أخرى لترسيخ العدالة ولا بد من اتفاق قانونى بمعايير فنية لبناء وملء السد تدريجياً حتى لا تتضرر الدول الأخرى فضلا عن ضرورة تشغيل السد دون الإضرار بمصر والسودان.
وقد وعد الرئيس عثمان غزالى ببذل قصارى جهده ومساعيه واتصالاته مع المسؤولين بالاتحاد الأفريقى ودولة إثيوبيا وقد التقى برئيس ونائب الاتحاد الأفريقى ورئيس السنغال, كما بعث وزير خارجية جزر القمر لدولة إثيوبيا، للتشاور فى محاولة تقريب وجهات النظر وإيجاد حل عادل ومنصف لقضية سد النهضة ونحن ننتظر رد إثيوبيا ليكون الحل فى مصلحة الجميع وأحلام السلم والأمن الدوليين .
> هل جزر القمر كعضو بجامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى داعمة لمصر فى قضية السد؟
>> جزر القمر داعمة ومؤيدة لمصر فى جامعة الدول العربية والاتحاد الأفريقى وكان بيان جزر القمر فى قمة الدوحة الأخيرة داعماً لمصر والسودان وأكدت أنها ترفض الضرر المائى لمصر لأن أمن مصر المائى والقومى هو أمن لجميع العرب وكذلك تدعم جزر القمر مصر فى الاتحاد الأفريقى لأن قضيتها عادلة وإنسانية .
> كيف يمكن تعميق العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين ؟
>> جزر القمر ترحب بالاستثمار والمستثمرين المصريين وأيضاً مجال التجارة مهم جداً لنا، ونأمل أن يكون هناك تواصل ولقاءات بين اتحاد الغرف التجارية بين البلدين لتصدير المنتجات المصرية إلى جزر القمر خاصة أن المنتج المصرى يمتاز بالجودة ورخيص السعر مقارنةً بما نشتريه من فرنسا أو الإمارات، كما يوجد فى مصر جميع المنتجات الاستراتيجية التى تحتاجها البنية التحتية وأعمال البناء والإعمار مثل الأسمنت والحديد، فلا بد من فتح قنوات رسمية بين البلدين لفتح خطوط للتجارة .
> هل هناك خطوط ملاحية مباشرة بين مصر وجزر القمر؟
>> لا يوجد خطوط مباشرة للبواخر من مصر إلى جزر القمر وهذا ما نعتبره عائقاً كبيراً، والتجار يصدرون لجزر القمر عبر دبى وهو ما يزيد الوقت والتكلفة، ولذلك يفضل تسيير بواخر مباشرة بين البلدين .
> هل توجد عقبات أخرى لتسهيل التجارة بين البلدين؟
>> توجد مشكلة أخرى، وعائق آخر خاص بمنح التأشيرات للتجار القمريين، فبالرغم أننا دولة عربية إسلامية أفريقية إلا أن القمريين يواجهون مشكلة وصعوبة كبيرة للحصول على تأشيرة دخول جمهورية مصر العربية ولا نعرف الأسباب وقد نقلت المشكلة إلى سامح شكرى وزير الخارجية كما نقلها الرئيس غزالى إلى الرئيس الزعيم السيسى وقد تم حل المشكلة تدريجياً بمنح التأشيرات الإنسانية للمرضى وكذلك تأشيرات الدبلوماسيين لكن ما زالت هناك صعوبة فى حصول التجار والمواطنين القمريين الذين يريدون زيارة مصر للسياحة ونتمنى حل المشكلة فى أقرب وقت من خلال جريدة «الأخبار المسائى»، خاصة أن هذه العوائق تعرقل التجارة بين جزر القمر ومصر، والرغبة موجودة بين البلدين وتستوجب تقديم التسهيلات المطلوبة.
> وهل تقدم جزر القمر التأشيرات للمصريين؟
>>بالطبع أنا أمنح التأشيرات لكل مصرى يريد الذهاب لجزر القمر، لكن المشكلة تواجه من يريد أن يأتى لمصر.
> كيف تصف دور الأزهر بجزر القمر لبيان صحيح الإسلام وإيصال رسالة الأزهر الوسطية وهل هناك مطالب من الأزهر الشريف؟
>> دور الأزهر مهم جداً فى جزر القمر وكنا نطالب بمعهد أزهرى ببلادنا وقد أقام رجل أعمال كويتى مبنى للمعهد منذ سنوات وقد سار هناك اتفاق بينه وبين الأزهر لأخذ المبنى ليكون معهداً أزهرياً لكن حتى الآن هذا الأمر لم يتم، فنرجو من الأزهر الشريف أخذ المبنى وإنشاء معهد أزهرى وإرسال الأئمة الأزهريين لنشر الدعوة والاعتدال الأزهرى المنتشر بجزر القمر، خاصة أن معظم الطلبة القمريين درسوا بالأزهر بمصر هنا، وتشبعوا بالوسطية الأزهرية ويعملون على نشرها بالبلاد، ومواجهة القلة المتشددين الذين يميلون إلى التطرف والتكفير، وهذا بفضل الأزهريين الموجودين بالبلد.
> كم يقدم الأزهر الشريف منحاً للدارسين القمريين وكم عدد الطلاب القمريين بالجامعات المصرية وهل تواجههم عقبات أو لديهم مطالب؟
>>المنح المقدمة للدارسين القمريين بين عشرين إلى ثلاثين منحة سنوياً وهذا عدد مقبول وكبير بالنسبة لعدد السكان القمريين، ونحن نحمد الله ونشكر الأزهر الشريف لإتاحة المنح الأزهرية لطلابنا مقترناً بإتاحة السكن والغذاء وحتى منح الأموال والمصاريف الدراسية.
لكن هناك مشكلة تواجه الطلبة القمريين خاصة بالإقامة ويجيئون متضررين للسفارة وفى البداية كنت لا أصدقهم وللأسف اكتشفت أنها حقيقة، بالرغم أن الأزهر لديه قسم خاص لمنح التأشيرات بمدينة البعوث، وأيضاً الطلبة القمريين الذين يدرسون فى الجامعات المصرية بمنح حكومية يعانون هذه المشكلة فينتظر الطالب القمرى دون دراسة عام وعامين دون دراسة ويرسبون، لحين الحصول على الإقامة، وقلت هذه المشكلة للمسؤولين بوزارتى التعليم العالى والخارجية ونتمنى حل المشكلة فى أقرب وقت.
> كيف تصف لنا جزر القمر من حيث المساحة والسكان والأهمية الاستراتيجية؟
>> مساحة جزر القمر حوالى 2200 كيلو متر مربع تقريباً للجزر الأربعة وعدد السكان حوالى مليون نسمة وموقع الجزر استراتيجى فى المحيط الهندى بما يسمى مضيق موزمبيق وهو مدخل بحرى مهم جداً ولذلك فرنسا لا تريد الخروج من احتلال جزيرة مايوتى والتى تحتلها كمقاطعة فرنسية رغما عن المجتمع الدولى وقرارات الأمم المتحدة وللأسف العالم سكت وما زال يصمت، ونحن بين الجزيرة الكبيرة مدغشقر وقارة أفريقيا وأكبر دول جارة لنا هى موزمبيق وتنزانيا والصومال, وتمر من المضيق سفن كبيرة وكثيرة، لذلك هناك دول كثيرة تريد أن يكون لها موقع هناك، خاصة بعد اكتشاف البترول والغاز فى المنطقة، ولذلك داعش دخلت موزمبيق لسرقة البترول ونحن نخشى من دخول داعش لنفس السبب.
> وهل الشعب والدولة القمرية يطالبان باستقلال جزيرة مايوتى من الاحتلال الفرنسى؟
نعم بالطبع طالبنا وما سئمنا فحتى الآن نطلب ونؤكد ونقول إن مايوتى قمرية ولن نتركها أبداً وفرنسا مقتنعة وتعرف أنها قمرية، لكن لمصلحتها وقوتها تحتل الجزيرة بالقوة وتستخدم الفيتو كحق بالباطل لاغتصاب حقوق الآخرين الشرعية.
> هل لديكم تطلعات من الدولة والقيادة المصرية؟
>> سياسياً هناك تفاهم وتقارب كبيرين ونتمنى التسهيلات فى تقديم التأشيرات والمساعدة فى التجارة والاستثمار، نحن فى حاجة لوقوف الدولة المصرية والزعيم السيسى مع الشعب القمرى، ومحتاجين خطة للشراكة فى جميع المجالات، وكان هناك مؤتمر فى باريس عام 2019 وضع خطة لتنمية البلد خلال عشر سنوات 2030 لتكون بلداً صاعدة فنريد وقوف جميع الأشقاء معنا خاصة مصر حتى نصل إلى الهدف السامى والارتقاء بجزر القمر المسلمة العربية بإذن الله.