المدير الجديد لجريدة للوطن يكرس فكرة الجريدة الرسمية لخدمة النظام ويعزز من احتكار النظام ومن يسانده للمؤسسة القومية التي كانت من المفترض أن تكون ملكا للقمريين قبل الدولة، التي هي الأخرى ملك للشعب القمري.
قام الرئيس غزالي عثمان في 12 يوليو من هذا العام بعزل المدير السابق لصحيفة الوطن القومية، أحمد علي أمير بعد التهام الرئيس له بنشر خبر ضد الدولة خلال مناشدة الاتحاد الأفريقي للرئيس القمري لعدم إجراء الاستفتاء على تعديل الدستور، وقام الرئيس على إثره بتعيين الزميل مولد امباي الصحفي لدى جريدة لاغازيت دي كومور سابقا على رأس أكبر مؤسسة صحفية في البلاد، على أساس وضع الرجل المناسب في المكان المناسب. وسرعان ما فهم المدير الجديد ما يُنتظَر منه من قبل الرئيس وأعضاء حكومته التي تحكم قبضتها على كل كبيرة وصغيرة في البلاد. فأول ما بدأ به هو القضاء على مساحة أي رأي حر في الصحيفة فقام مباشرة بتحقيق أمنية طالما تمناها وزير الداخلية محمد داوود كيكي فقام بحظر الباحث القانوني الدكتور محمد رفسنجاني من نشر مقالاته في جريدة الوطن، وكتبت الصحيفة في 1 اغسطس من العام الجاري ما يلي” تتأسف أسرة التحرير في جريدة الوطن في الإعلان لقرائها عن القرار الأحادي الذي اتخذه المدير الجديد لجريدة الوطن. فمن الآن فصاعدا قرر المدير العام لجريدة الوطن، في قرار يعارضه جميع أفراد أسرة التحرير، قرر وقف نشر العامود القانوني للكاتب محمد رفسنجاني، مدرس القانون العام بجامعة تولون(فرنسا)” ليكون قد استهل عمله بقتل الأقلام الحرة”.
والمتصفح لجريدة الوطن اليوم لا يجدها إلا مسبحة بحمد النظام، ربما أراد ذلك المدير الجديد إثبات نفسه على المنصب كشأن غيره من الذين لا يحلمون إلا بوظيفة في الدولة غير آبهين بمبدأ ولا أخلاق.
أما الانحدار الجديد لمدير صحيفة الوطن فهو شغفه للدعم الرسمي الخارجي لتحقيق إنجازات قد ترفع من إمكانيات المؤسسة القومية، لكن ستقودها إلى انحدار في حرية الرأي والنقد من جهة أخرى. أو ربما ستجعل من المؤسسة بوقا لترويج مواقف قوى متناحرة طالما حاولت كل منها استقطاب وزج الآخرين في خلافاتها فكان الدعم الخارجي هو الذي يحدد من يجب علينا معاداته. وفي خبر نشره موقع صحيفة الوطن “أول من أمس” ١١ أكتوبر بعنوان «السفير السعودي يستقبل مدير مؤسسة الوطن» تلمح فيه ما يشبه افتخارا من مدير مؤسسة الوطن القومية بعرض طموحاته للمؤسسة لدى رئيس البعثة السعودية في موروني لطلب الدعم من سلطات بلاده
لكن التسائل الذي يطرح نفسه هذه المرة، ماذا أعد المدير المرموق ليقدمه مقابل ذلك الدعم؟ أتمنى ألا نصنف زميلنا في يوم من الأيام من أعداء حرية التعبير والنقد فالتاريخ لا يرحم
حامد علي الكاتب الصحفي