اللابؤري .. هي علة تصيب العين تجعل الأشعة المنبعثة من أي شئ لا تجتمع في نقطة بؤرية واحدة وبذلك يبدو ذاك الشئ للعين على نحو غير واضح.
وهذا هو بالضبط مايصيبني كلما حاولت تفسير اهتمامنا بأي نص ترد فيه كلمات انكسار أو خيبة .. لماذا يستميلنا هذا النوع من النصوص ؟؟ .. فتقصيني المتضادات والحيرة وتأخذني لمدارات لم أعهدها قبلا وكأن حياتي جبل من الجليد نبضة واحدة كفيلة بدكه وزلزلته ، فأحس بأن كل ماحولي لابؤري … فهل أنا غارقة أيضاً في بحار الخيبة والانكسار دون أن أدري ؟ أيعقل أني أكابر لهذا الحد ؟
وذلك الكاتب صاحب نص الخيبة والانكسار ترى كيف كان حاله وقت ذاك ؟؟ لحظة البوح والسرد! مالذي دفعه للتجديف في بحر الأسى بقلم نازف ؟؟ أسئلة تحمل ذات علة العين … وأنا في مكاني .. أمامي أقف بيني والنص ..ما ابتعدت!
نص لابؤري … ووقت لا بؤري يمر بي … ورائحة سوسنات وأقاحي محترقة تفوح من همسي بطريقة لا بؤرية … وحس حزين أخشى أن أجد فيه ضالتي فيتمادى له قلم لا بؤري.
كأني بدأت أفقد هويتي ورؤيتي لحظة أخذني النوم على غفلة فرحت في سبات عميق دون أن أجد تفسيرا لذاتي المشردة بين الخيبة والانكسار ويمتد السبات إلى ثلاثمائة عام أو يزيد .. لأصحو وأجدني دونك ياعالمي. انتحلت شخصية الكاتب وسرقت كل نصوص انكساره .. فدونك لست أنا .. ودونك تبقى الأماكن فراغ مخيف ، صمت مرعب ، وكل الأشياء تهرب وتترك ظلالها كأشباح تطاردني طوال العمر وتلحق حتى بأذيال كفني وترافقني بعد الموت .. دونك أنا الفراغ.
ورغم كل ماهو لابؤري فمازال إحساسي بإنتمائي إليك يمتلكني من الألف إلى النون إلى التاء … فكيف هان عليك تركي أتوكأ على عصى من طين طرفها يتشبث بأحضان نهر سريع الجريان؟