زفرة مُثلِجة للصدر _ هي زفرة الفرح حين تخرج متشحة بثاني أكسيد الكربون الموشّى بجُمان الأمنيات ومرجان السعد والعسجد .
وزفرة مُثلَّجة بوهج الصبر _ هي زفرة الحزن التي تخرج معبئة بثالث أكسيد الكربون المشبّع بدخان الآهات الأسود .
وزفرة مثل لجة بحر براكينه شديدة الثوران في القاع _ هي زفرة متجردة من الاسم والطعم ، عصية على الوصف والفهم تخرج قبل أول أكسيد الكربون نفسه وتبحث عن تلك الأكاسيد من اللاأُكسيد حتى المائة لكن هيهاااات هيهات ..
مجهولة الهوية والهواء والهوى ، هوايتها المحببة هي أن تلقي بنا في هوة الحيرة السحيقة حين نزفرها على خاطر متشرد بين أروقة البين ،،
على قلب يمضي العمر غافياً بداخله في أرائك لم يعتادها غيره ،،
على أرواح آثرت الرحيل ورائحة البرزخ ،،
على أحداث غير واضحة الملامح ،،
على أحباب غابوا خلف غياهب الكتمان بلا مبرر ولا استئذان ،،
على وطن بعيون طفل برئ وقلب شاب خرِف وخيال حُنين ،على أصدقاء يظهرون ما لا يبطنون ثم يضحكون على غير هدى فرحين بسذاجتهم ،،
على أساطير مازالت تعيش في الواقع على غفلة منا ،،على قصائد تعاند سن قلم أحمق يكسرها كلما تهيأ للرقص فوق السطر ،،
على زمن يعيش في متاهة بلا منفذ ولا مُنقذ إلا الوهم ،،
على أمة تعاني التجديف بين مجد عاشته ومجاهل تود أن تعيشها فأضحت عوان بين ذلك ،،
على مشاعر في الوقت الإضافي لمباراة ينافق لاعبيها المحترفون في الرياء والعجز عن تحديد مواقعهم بالضبط من أنفسهم ،،
على كل الأشياء التي نحسها ونتوه عن ترجمتها ووصفها الصحيح ولا تستوعبها سوى مساحات الفضاء . تلك الزفرة غريبة الأطوار عابرة السبيل المتسولة مازالت رغم تشردها واحتراقها تملك ماء وجه لا يطفئ أي نار .
لحظة .. ..
الخطورة التي تكمُن في أول أكسيد الكربون أقل بكثير من خطورة تلك الزفرة البركانية .
بقلم الشاعرة والأديبة / نهى إبراهيم سالم