التقى رئيس الجمهورية غزالي عثمان، ووزير الخارجية والتعاون الدولي ، صيف محمد الأمين أمس الجمعة مع نحو ثلاثين من الطلبة القمريين المدعوين للقاء الرئيس وذلك في حوالي الساعة الرابعة عصرا بمقر البعثة الدبلوماسية القمرية والمندوبية الدائمة لدى جامعة الدول العربية بالقاهرة.
واستهل اللقاء الذي أداره السفير عطاي أفندي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم تلاها هو نفسه ، ثم رحب بالرئيس غزالي عثمان وعقيلته ، ووزير الخارجية والوفد المرافق. وتحدث رئيس اتحاد الطلبة في مصر ، أكبر يوسف مجوان موجها الشكر إلى رئيس الجمهورية على إتاحة الفرصة للاجتماع معه خلال زيارته لمصر. وتقدم مجوان أثناء حديثه بثمانية مطالب تخص الطلبة إلى الحكومة ، أبرزها مطالبتهم من الحكومة بإعادة النظر في كيفية توزيع المنح الدراسية المقدمة سنويا من الحكومة المصرية ليستفيد منها المستحقون الحقيقيون ، كما طالب بزيادة المنح الثمانية التي تقدم لطلبة الدراسات العليا.
واشتكى أكبر مجوان لرئيس الجمهورية ووزير خارجيته الصعوبات والعوائق التي تواجه الأطفال المولودين في مصر عند رغبة أولياء الأمور إلحاقهم بالمدارس المصرية ، وإيجاد حل بديل لوضعهم في الحصول على جوازات سفر من داخل مصر بدلا من إجبار ذويهم على السفر بهم إلى موروني من أجل استخراج جوازات سفر لهم ، وهو ما وصفه رئيس الاتحاد بالأمر المكلف ماديا بالنسبة للأسر. وفي ختام كلامه شكر السفير عطاي أفندي على مساهمته الغير منقطعة منذ عامين المتمثلة في تكفله بتسديد الإيجار الشهري لمقر الاتحاد.
وفي كلمة وزير الخارجية والتعاون الدولي ، المكلف بالفرانكوفونية والجالية في الخارج ، صيف محمد الأمين ، انتقد وجود طلبة يقدومون إلى مصر على نفقة أهاليهم خارج الإطار الحكومي بهدف الدراسة دون علمه هو بصفته وزيرا مكلفا بالجالية في الخارج ، وأن هناك من يلتحقون بكليات الشرطة والكليات العسكرية دون علم السلطات المعنية في الدولة أيضا.
وقال أن الواجب أن يكون لجهازي الشرطة والجيش في البلاد الحق في تحديد عدد العناصر الجديدة التي يحتاجها للانضمام إلى صفوفها سنويا. وقال صيف أن وجهة جل الطلبة الخريجين من الجامعات المصرية هي وزارة التربية والتعليم ووزارة الخارجية لطلبة التوظيف ، ولكن ٨٠% منهم يتجهون نحو الخارجية.
وخاطب صيف الحضور من الطلبة بالقول بأن لا يطمع كل من يتخرج من الجامعة ويتحدث اللغة العربية أنه سيوظف في وزارة الخارجية أو في قطاع التعليم ، مضيفا أن التوظيف لا يكون بهذا الشكل. كما طالب الوزير من الطلبة الكف عن تشجيع زملائهم المقيمين في البلاد للسفر إلى مصر للدراسة ، لوجود مؤسسات تعليمية تدرس باللغة العربية من الثانوية وحتى الجامعة. ودعاهم إلى ترك الحكومة لتقوم بواجبها نحوهم وتوجيه الإرشادات لهم حيث يمكنها النظر في شأن توزيع المنح الدراسية بشكل عادل لمن تخرجوا من الجامعة.
وحول مسألة تأشيرات الدخول إلى مصر حمل الوزير محمد صيف الأمين المسؤلية للطلبة القمريين في مصر ، قائلا أنهم من كانوا سببا في توقف السلطات المصرية عن منح التأشيرات للقمريين ، معللا أن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم ، حيث أنه في السابق كان يمكن للمواطن القمري السفر إلى القاهرة بسهولة دون الحاجة إلى تأشيرة مسبقة.
وأضاف أنه ناقش المسألة أثناء لقائه بنظيره المصري سامح شكري ، كما تم التطرق إلى ذات الموضوع في اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع رئيس الجمهورية غزالي عثمان يوم الخميس. واستطرد وزير الخارجية بالقول أن الحكومة المصرية اقترحت خلال مناقشة الموضوع فتح قنصلية لها في جزر القمر لتسهيل إجراءات حصول المواطنين على التأشيرة المصرية. وحذر الطلبة من الخوض في السياسة والتركيز فقط في دراستهم ما داموا غير قادرين على إدارة اتحاد الطلبة وليعلموا أن لكل شيئ وقته. وتعهد بدراسة ورقة المطالب المقدمة من قبل الطلبة بما فيها استخراج جوازات السفر للمواليد في مصر ، وكلف السفير عطاي أن يقوم بإحصاء يشمل الأطفال المولودين في مصر ثم سيتم النظر إذا كانت الحكومة ستوفد موظفين إلى القاهرة أو إرسال المعدات اللازمة إلى السفارة لتتولى أمر إصدار الجوازات.
واختُتم اللقاء بكلمة رئيس الجمهورية غزالي عثمان الذي أطلق على الطلبة القمريين في مصر بأنهم “السفراء الحقيقيون الذين يمثلون جزر القمر في مصر”. وحث الرئيس غزالي الطلبة في مصر إلى التحلي بالسلوك الحسن أينما تواجدوا حيث بسببهم ستنال البلاد تقديرا لدى المصريين واصفا إياهم بمستقبل الغد. وقال غزالي بأن الله يمنح الملك لمن يشاء من عباده ، ملمحا بالرئيس الأمريكي قائلا إنه لا أحد كان يتوقع وصول ترمب إلى الحكم. وبشر الرئيس الطلبة بأنه لا شك أن رئيسا قادما سيخرج فيهم في المستقبل موجها رسالته إليهم بالصبر في تحصيل العلم ومعرفة الواجبات التي تنتظرهم ، لأنه بدون العلم لا معنى في امتلاك الذهب والبترول.
وفيما يبدو فإن وجود كيان طلابي لم يرق رئيس الجمهورية ، فقد خاطب غزالي رئيس الاتحاد معاتبا إياه بالقول “أنت ، يا من نصبت نفسك رئيسا، لا أدري من الذي عينك ، إن هدفكم الوحيد هو تحصيل العلم فقط!” ودعا الجميع إلى التركيز في طلب العلم وعدم التسارع إلى تحمل مسؤوليات تعد من مهام السفير أو الدولة ، واعتبر ذلك عائقا يحول دون تحقيق الهدف الحقيقي الذي جاءوا من أجله ، وقال إنه لا بد من اتخاذ موقف حيال الأمر.
كما وجه رئيس الجمهورية دعوة إلى كل من أنهى تعليمه الجامعي والأكاديمي بأن يعود إلى دياره لأن فرص العمل متاحة ، لكنه صرح بأن الحكومة لن تكون قادرة على إلحاق موظفين جدد في القطاع الحكومي لعدم وجود أماكن شاغرة. وبرر الرئيس غزالي بأن المؤسسات الحكومية كلها مكتظة جدا في الوقت الحالي بدرجة أنهم بدأوا تسريح الموظفين الحكوميين. وأضاف أن الضمان الوحيد هو الانتظار لحين إشغار مقاعد الموظفين الذين يبلغون سن التقاعد ليحلوا أماكنهم بعد ذلك. وفي المقابل اقترح غزالي البحث عن حل بديل عن الانتظار الطويل ، وهو الدخول في سوق ريادة الأعمال وخلق المشاريع لمواكبة الرؤية المعهودة بجعل جزر القمر دولة ناشئة، ووعد الرئيس أن حكومته مستعدة لدعم أصحاب المشاريع الصغيرة من الشباب.