تزامنا مع الذكرى السبعين لليوم العالمي لحقوق الإنسان – الموافق 10 ديسمبر من كل عام، أسقطت رصاصة غادرة شابا أعزلا بريئا في عمر الزهور. لم يكن لهذا الفعل الجبان والبربري ما يبرره، سوى ثقة هؤلاء الأوغاد بأنهم يقينا سوف يفلتون من العقاب، وأنه لا يوجد من سيحاسبهم على هذه الجريمة البشعة.
لم يكن هناك أبدا أي مبرر يستدعي استخدام قوات ا الدرك العنف المفرط بهذا الشكل، كما أنه لم يكن هناك أي طارئ يجيز لهم القتل خارج دائرة القانون.
بل، وحتى قيام هؤلاء الشباب باقتحام إدارة الجمارك لاسترداد سياراتهم لا يعطي قوات الأمن الحق باستخدام الرصاصة الحية ضدهم، طالما أنهم لم يشكلوا تهديدا خطيرا على حياة أفراد الأمن..
نعم، إنه فعل مدان .. لكن ردة فعل السلطة كانت أكثر غباء وخبثا من حماقة هؤلاء الشباب.
سيادة العقيد! هل هذه هي الرؤية التي تبشرنا بها؟ هل إراقة دماء الأبرياء هي الطريقة المثلى لاسترداد هيبة الدولة؟!!
إذن، فغير شعارك الانتخابي من “شباب وعمل” إلى ”قتل واضطهاد وقمع”؛ ودعك من الشعارات الزائفة
التي لا تغني هذا الشعب ولاتسمنه من جوع. سيادة العقيد! إن هيبة الدولة لا تسترد بالقتل خارج القانون، ولا بالقمع واضطهاد الآراء المخالفة، ولتعلم أن هيبة الدولة لا تسترد بقوة السلاح، بل بالعدالة والمساواة بين الناس وإقامة دولة القانون وإعطاء كل ذي حق حقه.