ˮ في حوار صحفي أجرته صحيفة “لغازيت ديكمور” مع الدكتور حامد كرهيلا، الأمين العام السابق لحزب الاتفاق من أجل تجديد جزر القمر (الحزب الرئيسي في السلطة) ونشرته يوم الثلاثاء 20 نوفمبر، يتحدث فيه عن أسباب مغادرته للسفينة يوم 15 نوفمبر وعن علاقته بالرئيس غزالي والحزب حتى عام 2016. وجد سكرتير الدولة السابق المكلف الخارجية بالعالم العربي نوعًا من الهدوء، بعد إعلانه عن وضع حد لعلاقته مع حزبه السياسي، لم يقرر بعد ما هو مستقبله السياسي المباشر لكنه يعلن نفسه معارضا للنظام .. لكن من المحتمل أن تكون هناك ضربة قوية لرئيس الجمهورية. يدين الاستفتاء الدستوري الذي جرى في 30 يوليو الماضي. تحدث عن كواليس الحكم وسيناريو بوتين-مدفيدف «موستدران عبده كان سيصبح مرشحا لرئاسة الجمهورية في 2021، وغزالي عثمان نائبه» ‟
لغازيت: هل ستترشح في الانتخابات القادمة؟
حامد كرهيلا: اسمعي، قرار قطع العلاقة مع حزب الاتفاق من أجل تجديد جزر القمر حديث جدا، كقرار الابتعاد عن والدي أوصديقي، فكذلك رئيس الجمهورية. إذن من السابق لأوانه النطق بذلك، أحتاج إلى وقت للاستماع إلى أصدقائي والمؤيدين قبل اتخاذ قرار بهذا الحجم.
لغازيت: أنت اليوم دون حزب سياسي، فهل أنت متجه إلى إنشاء حزب أم الانضمام إلى حزب سياسي؟
حامد كرهيلا: من المبكر جدا أن أقول ذلك الآن ، من المؤكد أنني الآن في المعارضة، ولكن فيها العديد من الاتجاهات، ولا أعرف بعد إلى أي منها سأنضم عضويتي.
لغازيت: لكن في وقت سابق من هذا العام، قمت بالتقارب مع وزير المالية السابق، محمد علي صالح، الذي ينحدر من نفس المنطقة التي أنت منها، خصوصا أنه زعيم حزب الاتحاد لمن أجل تنمية جزر القمر “UPDC” واتحاد المعارضة.
حامد كرهيلا: صحيح أنني تصالحت مع محمد علي صالح خلال شهر رمضان وفي تلك المناسبة أفطرنا الصوم معا؛ وفي عدة مناسبات كنا خَصمَين بسبب لعبة السياسة والانتخابات، لكن كل ذلك وراءنا. أنت تعرفين أنني قد دعمت رئيس الجمهورية منذ 19 عاما، ولقد كنت دائما وفيا تجاهه. في عام 2016 ، وبعد عودة الرئيس إلى الحكم، وعلى عكس التوقعات تم تنحيتي، وورثت سكرتارية الدولة مثل صديقي ممادي كاباشيا، بعد أن كنت الأمين العام لحزب الاتفاق.
لغازيت: ما هي الأسباب الأساسية التي دفعتك إلى ترك الحزب الرئيسي في الحكم؟
حامد كرهيلا: هل لديك شعور أن حزب الاتفاق “crc” في السلطة؟ ما أراه هو أن السلطة تتركز في أيدي قلة من الناس، ويمكنني تقريبا وصفها بالملكية…
لغازيت: هل أنت أيضا موبخ لترك التشكيل الرئاسي لمسائل ذات مصلحة شخصية؟
حامد كرهيلا: (هههه..هههه) لقد خسرنا الحكم في عام 2006 وأمضيت عشر سنوات، وخلال هذا العقد، لم أحاول أبدا الاقتراب من أي حكم لكي يتم تعييني في منصب ما، لا أثناء ولاية سامي ولا تحت حكم إكليلو. لم أكن أرغب في الحصول على وزارة، لكني أردت أن يكون هناك تقدير للعمل الرائع الذي أنجزته في الفترة من عام 2006 إلى عام 2019، على ذكر تلك الفترة فقط، أن يتم استشارتي على سبيل المثال عند اتخاذ قرارات مهمة، ولكن اعتبارا من 26 مايو 2016، أصبح لدي انطباع أنني لم أعد موجودا.
لغازيت: كانت شائعات استقالتك مستمرة منذ العام الماضي، لماذا أخذت كل هذا الوقت؟
حامد كرهيلا: أخذت وقتي على أمل أن يتغير سلوك من هم في السلطة إلى الاتجاه الصحيح، وصبري لديه حدود. للتوضيح ، في عام 2015، عندما ولدت حركة 11 أغسطس بقيادة السيد علي بازي سالم، أنا الذي كنت أشارك في المناقشات مع أعضاء الحركة. ولكن بمجرد وصولنا إلى السلطة في عام 2016 وتوقعًا للجلسات الوطنية 2018 ، لم يتم إشراكي أبداً. وستلاحظين أنني لم أشارك لا في الجلسات ولا في حملات الاستفتاء؛ كنت آمل أن الحكم سيكون شاملا، ولكني كنت مخطئا. هل هو خطأ الرئيس، أم خطأ مساعديه؟ لا أعلم!
لغازيت: لقد كرمك الرئيس بمنحك وسام الهلال الأخضر القمري برتبة فارس في 6 يوليو، أليس هذا شكل من أشكال الاعتراف؟
حامد كرهيلا: بالتأكيد لقد تم منحي ذلك، ولكن كان بصفة الأديب الذي نشر خمسة مؤلفات باللغة العربية، إلى جانب ذلك، لم أكن الوحيد الذي حاز على هذا التمييز، فقد كنا مجموعة صغيرة.
لغازيت: هل يمكن القول بأن حزب الاتفاق من أجل جزر القمر يتآكل كمال يشاع بسبب الصراعات الداخلية؟
حامد كرهيلا: لست على علم بأي شيء.
لغازيت: عندما قلت أنك لا توافق على ما يحدث في آخر تصريح لك للصحافة، إلى ماذا تشير؟
حامد كرهيلا: لقد كنا محظوظين لأن لدينا حزب عاد إلى الحكم بعد تركه، كان عليه أن يكون حزبا مثالياً في النموذج المصغر لعالم السياسة من حيث التناوب على سبيل المثال لو كنا استمرينا بهذه الطريقة. وحسب تصوري، لفضّلت أن نعمل بنظام الخمس سنوات التي ينص عليها الدستور. أما بالنسبة لعام 2021، فهناك رئيس أنجواني كان سيخرج من حزب الاتفاق، وكان من الممكن أن يكون هذا أمرًا رائعًا.
لغازيت: هل تقول أنك لا توافق على الإصلاح الدستوري؟
حامد كرهيلا: كلا، وأبعد من ذلك، كان سيناريو فلاديمير بوتين وديمتري ميدفيديف أكثر ملاءمة، ويبدو أن موستدران عبده قد كسب ثقة الرئيس؛ وكان من الممكن أن يصبح مرشحا لرئاسة الجمهورية في 2021، وغزالي عثمان كان سيكو نائبه. ولكان ذلك خيارا مفضلا من المأزق السياسي الذي نحن فيه الآن، وكان الحزب سيفوز فيها مرة أخرى بجدارة. ومعه، فإن البلد بأكمله كان سيحافظ على التماسك الاجتماعي والسلام. وعلاوة على ذلك، لا نتحدث اليوم إلا عن الكتلة الرئاسية على حساب حزب الاتفاق في حين أن الكتلة لا تدوم إلا أثناء فترة الحكم فقط؛ وهي كتلة تتألف بشكل رئيسي من الأحزاب التي لم تدعمنا حتى في الجولة الثانية خلال الانتخاابات الأخيرة.
لغازيت: ما رأيك في الاستفتاء والأزمة السياسية التي تلت ذلك؟
حامد كرهيلا: يمكن أن تكون المبادرة رئاسية فقط، والأمر متروك له لمعرفة ما إذا كان يمكنه أن يتراجع من أجل إخراج البلاد من هذه الأزمة. كلما تقدمنا، كلما ازدادت المشاكل، وعلينا جميعا أن نعمل لأجل دولة ينعم فيها السلام.
لغازيت: لقد سمعناك قليلا جدا في الآونة الأخيرة، كانت هناك أحداث كاعتقال الرئيس السابق سامبي، ونفي نائب الرئيس السابق جعفر، والتمرد في أنجوان الشهر الماضي، والاحتجاز المؤقت للمحافظ سلام، ما تعليقك؟
حامد كرهيلا: لا أستطيع التحدث الآن ، ولنترك العدالة لتقوم بعملها بهدوء.