ثمة أشياء لا أجد لها تفسير الآن بالذات ..
كأني خرافة تتعلق بساعد الزمن وتتمشى معه على شاطئ الحيرة ..
تلك الساعة المعدنية العتيقة التي أمامي على الحائط فاحت منها فجأة رائحة وقت يحترق ثم استحالت إلى مادة لزجة سالت حتى وصلت الأرض وتكومت كسلحفاة متسولة خائفة ثم انتشر لون غريب في كل أنحاء غرفتي لا اسم له ولا صفة كان نتيجة مزجي لألوان من صنعي وأنا صغيرة في زمن ما فكيف اخترق كل تلك الأعوام وجاء ؟
دارت بخاطري خيالات مكتظة بتفاصيل غير موجودة حتى في أساطير الأساطير ، صوت المحيط يزورني محمّل برزاز وصراخ نوارس جائعة ونسمات تملأ المسام حد النخاع ،
أغنيات تسجع في خاطري دون سابق إنذار وبلغة لا أفهمها و لا تفهمني فأعزف لها على أوتار العود لحن لا يسمعه إلا العود وأنا ،
تنبت في أوراقي أصابع تصنع من الأسطر قلما لتكتب به على صدرها كلمات بيضاء لا تُرى إلا في الدجى ، كل كتبي قامت بمحو محتواها وهمست لي قائلة : لا أريد بصر أريد بصيرة .
وفنجاني امتص ما به من قهوة سوى ما يتيح له قراءة طالعي المنسي فصار يقهقه ويقلب لي صفحات وصور بداخله كشاشة هاتف ذكي ويقول طالع غبي غبي ، حتى مرآتي كلما ألتفتُ نحوها أرى وجهه هو ولكن بملامحي.. كم يشبهني . . أو كم أشبهه . . أوووووووه لافرق …. فأنا الآن بحاجة لضبط نفسي وأنفاسي وليس لضبط الكلمات .. ماذا يحدث حولي ! لا أدري …
هذا الكلام أراه متداخل في بعضه حد التمازج شبه الكامل الفوضوي ، قمة الصعود سقوط ،وقمة الراحة فراش جمر ،وقمة نومي سهد ، قلب يحمل أكواااان وأكوان ، صدىً مولود من رحم الصمت ، رغبات جمة ومزاج لا يلوي على تحقيقها ، أمنيات عمياء تُرضع السراب ظناً منها أنه وليدها والنبض الذي يجس ذلك منفي ..
وها هو الصباح ينادي علي : هذه ليست شمس يا نهى إنما هو منفذ لعالم آخر شديد التوهج هيا اعبريه للنجاة . فأتوه وأكاد أفقد بصري لرؤية المنفذ .. أي نجاة في الاحتراق تلك ؟؟؟ ..ثم مما نجا الوقت يا ترى حين احترق بداخل الساعة ؟؟؟؟؟؟ ياااااااه ما هذا الكلام الذي أكتبه ؟؟ مهلاً ..ثمة رائحة شواء .
نهى إبراهيم سالم