أعظم وأغلى وأجمل صديق هو ذاك الذي يقربك من الله تعالى ويهديك الطريق إليه حين تضل، و يُذكّرك أن تظن به خيراً حين تضيق بك الحياة وحين تمل.
هو من يخفف عنك عناء الحياة كلما أحس بثقلها عليك، ويزرع الشموس في لياليك المعتمة، يشعل المدافئ في شتاء روحك، يحيل قحط يأسك لحدائق وارفة الأمل و وافرة الثمر، ينتشلك من الجُب إذا تخلت عنك القلوب ويجعلك يوسف قلبه وعزيزه، يحملك على سفينة ظهره نحو النجاح كلما اشتد الطوفان، يخبرك أن السواد وطن النجوم اللامعة فلا تبتئس، ويخبرك أن البياض أحياناً لص يسرق الألوان.. كي تحترس.
هو من إذا حدّثك يَصدُقك و يُصدّقك إذا تحدثت، يؤنبك إذا أخطأت ويعاقبك لمصلحتك حباً، يحسن الظن فيك دائماً ويجد لك في كل زلة وسهو وتقصير أو خطأ ألف عذر، يكون مرآتك الصافية التي لا تخدع و لا تنافق و لا تراوغ.
أعظم صديق هو من يحبك دون شروط وقيود ومقابل، من يثق بك ويتكئ عليك و يواسيك ويحميك ويسترك ويستأمنك ويصطفيك ويأنس بك، يحب مرافقتك وموافقتك ومؤازرتك وملامحك وأفكارك وميولك وميزاتك وعيوبك، يحبك في حِلِك وترحالك وفي كل حال.
يربطكما ائتلاف روحيكما بشكل يجعل حضوركما دائم حتى في عمق الغياب، تجمعكما صحبة ومحبة لا ترجمان لهما فلا تفترقان على أي حال، تشعب الطرقات يوحدكما، بُعد المسافات يقربكما، وكثرة العثرات تقوي صداقتكما و ترسم في الثغر ابتسامة ويبقى القلب يتجاوز الخوف والأحزان بالرفقة الصدوقة
ولا أعظم وأغلى وأجمل من صداقة من قال لصاحبه يطمئنه : لا تحزن إن الله معنا – عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم دائماً أبدا.
بقلم/ نهى إبراهيم سالم