الروح كنز الحكمة..
كما في الامتحان المدرسي نُعطى القلم، فإننا في امتحان الحياة نُعطى الجسد، فكما نحن في الجوهر لسنا بقلم وإنما الأفكار التي تحرك القلم، كذلك في الجوهر نحن لسنا بجسد إنما نحن الأرواح ، الأرواح الخالدة التي تحرك الجسد في رحلته الأرضية، والتي تعينه في إكمال امتحانه الأرضي.
إن إدراك عمق حقيقة أرواحنا الخالدة كفيل بأن يجعلنا نتسامى فوق مخاوفنا وأوهامنا، وكفيل بأن يجعلنا ننعم بالاطمئنان والثقة وندرك كذلك عظمة وجودنا.
عندما تغمرنا حكمة الروح سنشعر بالثقة والسلام والطمأنينة لأننا برعاية ورحمة كونية تامة من الله تعالى، وأننا دائما مانتلقى رسائل ووسائل مساعدة وإرشاد، ليس لأننا ذوو أهمية قصوى للوجود، بل لأننا جزء أصيل من هذا الوجود العظيم.
– الأرواح العظيمة تدرك أن اللحظات القاسية هي التي تصنع الإنسان بشرط التصالح معها والامتنان لها وإعلان البهجة والسلام على القادم.
– الأرواح العظيمة لاتتعلق بشئ لأنها تدرك أن اللحظة الحالية هي الحياة، وتدرك أن في كل لحظة تنساب وتتجلى من الوجود طاقات البركة والنعمة والبهاء.
– الأرواح العظيمة تدرك أن من علامات نموها وتطورها أن تؤمن بأنها ليست أفضل من أحد، وليست أدنى من أحد، وغير مساوية لأحد، بل هي نسخة فريدة لحياة فريدة.
– الأرواح العظيمة لاتؤذي أحدا ولايستطيع أن يؤذيها أحد لأنها تدرك أن الإساءة لاتمثل شيئاً سوى ظروف صاحبها ومستوى وعيه.
– الأرواح العظيمة تتقن لغة المشاعر وتتواصل بها لأنها تدرك أنها اللغة الأكثر عمقاً ونقاءً من لغة الأفكار.
– الأرواح العظيمة لاتقارن نفسها بأحد لأنها لاتشعر بعقدة النقص ولا عقدة العظمة والتفوق.
– الأرواح العظيمة لايخيب ظنها أبداً، لأنها أصلاً لا تظن.
منقول بحُب من كتاب ( متعة التائهين ص١٤٨)
لمؤلفة المبدع في تنمية وتطوير الذات.. السيد_ ” قاسم أحمد حسن” .
نهى إبراهيم سالم