مستقبل جزر القمر في ظل مشكلة ضعف الانتماء ،

    تمر أرخبيل القمر بلاد العطور بفترة حرجة من حياتها تتسم باهتزاز القيم واضطراب المعايير السياسية و الاجتماعية والدينية والأخلاقية والوطنية بل وحتى الإنسانية وغياب دور المؤسسات , وقد بدا ذلك واضحا في الآونة الأخيرة لمن يتابع المرحلة
    غير أن ثمة آمال كانت معلقة على أعناق الجيل الرابع من الشباب الأكاديميين  و الباحثين القمريين الجدد لما لهم من فهم عميق لمجريات الأمور ولمتطلبات المرحلة التي تمر بها الشعوب النامية والمتخلفة معا مثل وطننا العزيز، للأسف الشديد، بلاد العطور جزر القمر ، فإذا كانت البلدان الأفريقية عامة تمر بأسوأ مراحلها منذ عقد من الزمن في الوقت الذي تخطى معظم الشعوب مرحلة العبور إلى مرحلة التمكين ، و فيما ظلت شعوب القارة مجرد معمل لتجارب عقاقير الحمى والملاريا وأخيرا الكورونا ، فلا بد أن يسأل المرء نفسه عن مصير بلد مثل جزر القمر الذي هو في مقدمة المهمشين ،
    فأرخبيل القمر معظم أبنائه في المنفى ؛ تعطلت أحلام العودة بسبب البطش والخوف من المصير المجهول ، وحتى الذين كان هدفهم تلقي العلم لخدمة وطنهم من الذين استفادوا من المعونات والمنح الدراسية، بالطبع، في زمن كانت هنالك دولة ناشئة تهتم بمستقل الأجيال ، فإن هؤلاء يتهربون عن مسألة العودة بل بعضهم يرفض مجرد الانتماء لوطنه ، وهي مشكلة لا تنشغل بها غير القلة من المفكرين لهذا الوطن ، بل الأخطر من ذلك أنه في حالة استمرار الوضعية الحالية فإن هنالك مخاوف من زيادة وتيرة تهجير ما تبقي من عقول،
    وغير مخفي على أحد، أن نهضة أمة من الأمم ترتبط بمدى ارتباطها لحضارتها و قوة انتماء شعوبها لقضاياها ، سواء كان هذا الانتماء لفكرة أو لمؤسسة أو لجماعة أو لوطن، ولم يكن الانتماء الصادق للوطن في يوم من الأيام تُقاس بالوسائل المادية ، بل بمجموعة من المشاعر والأفكار والأحاسيس والعواطف والتفاعل مع الأحداث والتطورات المتلاحقة التي تشغل الرأي العام ،
    وإذا كان هنالك أكاديميون في علم الاجتماع اهتموا كثيرا بتقسيم الانتماء لأسباب عدة، إلا أن الذي يهمنا نحن هو الانتماء الذي يتغذى بالتربية والدين والوطن وهو انتماء يتشكل على مجموعة من المبادئ والقيم والأفكار بعيدا عن الحزبية والجهوية ،
    بيد أن الذي يتابع الوضع عن قرب بما يحمله من معطيات ، لا يبعث الأمل الذي كان معلقا، للأسف الشديد، على أعناق الجيل الرابع لهذا الشعب ، إذ ظل معظم تفكير هؤلاء في واد وتطلعات الوطن في واد آخر مما وضع طموحات أمة بأكملها في مهب الريح ،
    ويعتقد البعض أن أسباب هذه الآفة ترجع إلى شعور معظم الشباب بالتهميش وعدم الرعاية والاهتمام بالتالي عدم إعطائه التشجيع اللازم للانخراط في المجتمع حيث حالة الملل واليأس والإحباط والغضب التي أصاب الشباب نتيجةً لسوء وتردي الأوضاع الاقتصادية والسياسية بالبلاد وانتشار البطالة والفساد وانعدام القيم في المجتمع , وعدم المساواة في الفرص والحقوق والتقاعس عن متطلبات الوطن واستغلال السلطة والنفوذ من قبل مجموعات قليلة لأغراض شخصية ، تلك الأحاسيس وغيرها من المعوقات القوية التي أدت إلى تحجيم الشباب عن فكرة الانتماء إذ يعتبرونه مجرد إضاعة وقت في شيء غير مضمون العواقب
     إن استمرار هذا الوضع الذي بات يحياه شباب أرخبيل القمر اليوم من اضطراب نفسي وخلل قيمي مخيف ، يزيد من خطر ضعف الشعور بالانتماء للوطن بل يهدد  مستقبل البنيان المرصوص للأمة القمرية فهل منكم من على بصيرة بمجريات الأمور ، وماذا تقترحون من حلول ؟
     والله غال

    يوسف علي امباي 

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top