صفوان عبدالله عُمور
في ظل الترويج لقضية الإسلاموفوبيا المتفشية في أوساط الغرب لمواجهة المد الإسلامي وقعت نحو ثلاثمائة شخصية عامة في فرنسا على عريضة تدعو إلى “حذف وتجميد آيات من القرآن الكريم” بزعم أنها معادية لليهود، نشرتها صحيفة لوباريزيان الفرنسية يوم 22 أفريل 2018 تحت عنوان “ضد معاداة السامية الجديدة”.
وقد وقع على العريضة سياسيون يمينيون ويساريون، بالإضافة إلى عرب ومسلمين، ومغنيين وممثلين ومثقفين ومسؤولين يهود وكاثوليك. وكان من بين الموقعين على العريضة المثيرة للجدل الرئيس الفرنسي الأسبق نيكولا ساركوزي، ورئيس تحرير صحيفة “شارلي إيبدو” السابق فيليب فال محرر البيان، وإيمانويل فالز رئيس الوزراء الفرنسي السابق، وجون بيار رافاران وهو رئيس وزراء سابق.
كما وقعت على العريضة شخصيات عربية وإسلامية، منها الروائي الجزائري بوعلام صلصال، وحسن شلغومي إمام مسجد درانسي قرب باريس، ومحمد علي قاسم مفتي جالية جزر القمر في فرنسا، والمدون الفلسطيني وليد الحسيني، وكذلك المغني شارلي إزنافور، وبيرنار هنريب ليفي، وهو أكاديمي وإعلامي يهودي فرنسي، والممثل الفرنسي جيرارد ديبارديو.
ويبرر الداعون إلى إبطال الآيات القرآنية لكون الفاتيكان سبق أن ألغى نصوصا في الكتاب المقدس غير متناسقة ومناهضة للسامية. وكان مفتي جالية جزر القمر في فرنسا علي محمد قاسم قد زار إسرائيل عام 2012 مع وفد إسلامي مكون من ستة مشايخ وستة مسؤولين في جمعيات إسلامية برئاسة حسن شلغومي إمام مسجد درانسي قرب باريس.
وقد أعلن الأزهر رفضه التام لمطالبة شخصيات عامة فرنسية بتجميد آيات من القرآن الكريم، بدعوى أنها “تحرض على قتل غير المسلمين”، معتبرا أن مطالب من هذا النوع غير مبررة وغير مقبولة، وهي والعدم سواء.
وقال عباس شومان، وكيل الأزهر، “لا لتجميد حرف من القرآن، فليفهم هؤلاء كتاب الله فهما صحيحا، أما إذا اعتمدوا على فهمهم المغلوط، فليذهبوا بفهمهم ومطالبتهم إلى الجحيم. ما ظنه الداعون أن آيات تنادي بقتلهم، هي آيات سلام في حقيقتها، فآيات القتال كلها واردة في إطار رد العدوان إذا وقع علينا وليس إيقاعه على الغير”.
وأضاف أن “تلك الدعوة تدل على جهل مطبق لديهم على أفضل تقدير، فليس لدينا آيات تأمر بقتل أحد … ولسنا مسؤولين عن عدم فهم الآخرين لمعاني الآيات، وأخذهم بظاهرها دون الرجوع إلى تفاسير العلماء لها”.
كما انتقد مرصد الاسلاموفوبيا، التابع لدار الافتاء المصرية، هذه المطالبات، معتبرا أنها قد تكون “سببا في الهجوم والاستعداء على المسلمين في فرنسا، ونشوء حالة من الصراع والاحتراب بين أبناء الوطن الواحد”.
وطالب المرصد في بيان بردة فعل قوية ضد هذه الدعوات العنصرية، مؤكدا على أن إتاحة الفرصة أمام هذه الدعوات للظهور أو التضامن معها يغذي ظاهرة الإسلاموفوبيا من جهة، ويعزز من شعور الأقليات المسلمة بالتهميش والعنصرية ضدهم من جهة أخرى، بجانب كونها سببا لنمو ظاهرة التطرف والإرهاب.
المصادر: موقع البي بي سي العربي وموقع في fibladi.com