موت اللحظة

    أتساءل دوماً : كيف تموت اللحظة في لحظة موت ؟؟ لو أني أدرك عندما أشرب نخب السعد في لحظة فرح غابت زمناً أنه لن يبقى منها إلا الذكرى وقلبي إعتاد على الأحزان !! لعرفت كيف تموت اللحظة في لحظة موت   . .  

    لو أن اللحظة ذات العطر الممتد على جسد التاريخ حين تحط عليها لحظة موت من دون استئذان ترفض أن تُغتال بداخلها آلاف اللحظات المختزلة من عبق الأيام ! لما جاء سؤالي ..كيف تموت اللحظة في لحظة موت؟؟

     بدأت تحتضر في نظري لحظة سعدي المنشودة ، كنشال ضائع جائع في الصحراء القحل _ لا ترجع كفاه إليه بغير الرمل_ تشتاق أصابعه أن يتأوه منها ضحاياه كما اعتادت  

     تحتضر لحظة سعدي كنباش أدرك أنه في أرض

     ليست فيها قبور

    لا تنمو فيها بذور

    لا تعرف ألماً

     لا تعرف أبداً طعم الموت ،

    وبدون الموت لا يحيا نباش يسترزق من بيع الأكفان فتموت اللحظة لديه بموت الحلم…

     ماتت لحظة سعدي المنشودة

    ملامح حلمي صارت مفقودة

    ها قد أصبح حلمي مسلوب اللحظات

    يجتاحه جيش من نبض القلب الموهوم

     أدافع عنه بغير قضية

    أستعلي عرشه دون هوية

    يضيع التاج والنفس سبية

    ينكسر السيف في لحظة موت النصل   . .  

    يسيل الدم في لحظة موت جراح القول  . .  

    تتلاشى الكلمة في لحظة موت القول الفصل  . .  

    فأنا القاتل ولحظة نصري هي المقتول

     أنا الجاهل ولحظة علمي هي المجهول

    أنا الفاعل ولحظة موتي هي المفعول

    تبحث شمسي في الإصباح عن باقي أفول

    تنساب سنين العمر سريعاً من كفي فأناملي منفرجة وعمري مجرد ماء كتبت أحلامي فيه بقشة   ..  

    وأنا السائل والمسؤول فماذا أقول ؟؟  

    ومن ذا يجيبني كيف تموت اللحظة في لحظة موت ؟  

    العمر بعض من لحظات نهاية دربها أرض الموت

     والقلب يخشى الآهات إن حانت لحظة موت بحت

     والروح تحلق في أفق لامعنى له لكأنه بعض هباء مقت

    لونه بلون سواد اللحظة حين تموت

    صوته همسة لحظة موت

     ويأخذ شكل اللحظة بعد الموت . .  

    والعقل داخَله الشك بإدراكه ..   

    فالموت هنا ليس كموت الإنسان !!  

    الموت في أرض اللحظات هو إما موت للأفراح أو الأحزان

     موت للسجن أو الحرية لا للعبد أو السجان

     الموت هنا يتجدد  . .  

    يأتي آلاف المرات ..لاحد له ..  

    يأتي كطرفة عين ويمضي كالطيف يجر وراءه كل اللحظات ..  

    الموت هنا يتعلق بالإحساس وليس بروح أو عمرا ..  

    هو موت للوقت وللذكرى   ..  

    الموت هنا قد ينفخ في اللحظة كيراً أو ينفث عطرا  

    الموت هنا يأبى أن يرسم لقتيله قبرا ..  

    وقتيله لحظه من ذكرى الأيام ..  

    أو لحظة من حلم في رحم الغد ..  

    أو لحظة حين ينتظر الوعد  ..  

    قتيله في قلبي لحظه تشتاق وترجو لو تحيا في حضن الموت  

    لحظه ماتت في لحظة موت الموت وقبل اللحظة وبعد اللحد..  

    ويبقى سؤالي يتردد : كيف تموت اللحظة في لحظة موت ؟؟؟؟؟؟

    بقلم الأديبة و الشاعرة / نهى إبراهيم سالم 

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top