في بيان خلا من أي نصيحة لقادة الحكم ركز علماء الدين في بيانهم حول أحداث مدينة مبيني في إدانة حرق المنازل والسيارات وفي ضرورة احترام سلطة الدولة وكانت الحكومة قد أصدرت قرارا يمنع الاحتفال بالمولد النبوي في النهار إلا في أيام العطلة الأسبوعية ليصطدم مع ما جرت عليه العادة في مدينة مبيني. إليكم البيان
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد المبعوث رحمة للعالمين وعلى آله الطيبين الطاهرين وصحابته الكرام وبعد،
بدعوة من دار الإفتاء وبطلب من سماحة مفتي الجمهورية اجتمع نخبة من العلماء من ممثلي مختلف مناطق البلاد في قاعة الاجتماعات بدار الإفتاء يوم الخميس 23 ربيع الأول 1444هـ، الموافق 20/10/2022م، في تمام الساعة العاشرة صباحا للتباحث والتشاور حول الأحداث الجارية في مدينة مبيني حاضرة منطقة همهامي والتي أدت إلى وقوع جرحى وإتلاف ممتلكات وإحراق منازل واعتقال بعض الأهالي وتشريد آخرين.
وانطلاقا من قوله تعالى: “ولتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر وأولئك هم المفلحون” سورة آل عمران: 110، وقوله صلى الله عليه وسلم: “الدين النصيحة: قلنا لمن يا رسول الله؟ قال: لله، ولكتابه، ولرسوله، ولأئمة المسلمين وعامتهم” (رواه البخاري ومسلم)، وتأكيدا من مسؤوليتنا الدينية والوطنية والإنسانية نقرر ما يلي:
أولا: نحن كعلماء جزر القمر نشاطر كل المتضررين في أحزانهم ومآسيهم ونسأل الله أن يداوي جرحاهم ويعوضهم خيرا منها .
ثانيا: ندعو إخواننا إلى التحلي بالصبر والمصابرة. مصداقا لقوله تعالى: “يا أيها الذين آمنوا اصبروا
وصابروا ورابطوا واتقوا الله لعلكم تفلحون” (سورة آل عمران: 200).
ثالثا: إن ما جرى في مدينة(مبيني) من خلافات دينية وسياسية التي أدت إلى إحراق بيوت وسيارات وإتلاف ممتلكات عامة وخاصة مما جاء الشرع بتحريمها، لذا فإننا ندين بشدة هذه الظاهرة التي لم نألفها، ونوجه نداءنا إلى عقلاء وحكماء مدينة مبيني الحريصين على بني جلدتهم أن ينصحوا المتورطين والمعتدين بقراءة تاريخ مدينة مبيني المجيد والاتعاظ به، وليعلموا أن عاقبة التعدي والتنكيل لا تبقي ولا تذر.
رابعا: إننا نعطي الأولوية لأمن بلادنا واستقرارها والتعايش مع جميع أبناء بلدنا الحبيب حكومة وشعبا وندعو إلى نشر الخير والفضيلة والمحبة والسلام والوحدة وضرورة احترام سلطة الدولة والمحافظة على الممتلكات العامة والخاصة، ونرفض الفوضى والعنف ونرى أن الحوار هو الوسيلة الناجحة للتعايش فيما بيننا.
خامسا: كما نطالب الجميع العودة إلى رشدهم والتحلي بالقيم النبيلة السمحة والأصالة القمرية التي تتماشى مع المبادئ والقيم الإسلامية.
وفى الختام نسأل المولى جل وعلا أن يحفظ جزر القمر وينجي شعبها من الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يحقن دمائهم وأن يعيد أمنهم واستقرارهم، إنه سميع قريب مجيب، وصلى الله وسلم على سيدنا محمد و آله وصحبه أجمعين.
موروني في 22/10/2022
توقيع نخبة من علماء جزر القمر
منقول من صفحة الخطيب محمد حسين دحلان