تكهنات عن استقالة الصندوق الأسود للإمام الغزالي ، الوزير محمد الأمين صيف اليمني جراء أزمة الرئيس الأسبق عبد الله محمد سامبي ،
لا أحد يشك أن الأستاذ أحمد عبدالله محمد سامبي يتعرض لمؤامرة مكشوفة ، غير أن المثير للجدل هو تذبذب المواقف لدى أركان النظام حول الموضوع لتضليل الرأي العام ، والظهور بمظاهر المشفق للرئيس سامبي ضمن حلقة من حلقات الحرب النفسية بعد نفاذ كل مبررات استمرار الاعتقال التعسفي لأحمد عبدالله محمد سامبي قانونيًا ، والحاجة الماسة للمذكور للعلاج خارج حدود الوطن
فبحسب ترتيب أوراق اللعبة ومصوري المسلسل داخل أروقة النظام، تعرض الحلقات كما أن هنالك تراشقا حادا وأزمة حقيقية بين صقور النظام و إدارة بيت السلام القصر الجمهوري ، في خصوص ما يتعرض له الرئيس سامبي من إهانات ،
مع الاستهجان عن العواقب الوخيمة للتداعيات ، فالزيارات المتكررة للأمين صيف اليمني وصرف أنظار الناس حول ما يحدث للرئيس سامبي في محبسه ليس شفقة للأخير ،
إنما هو مجرد إجراء استباقي للنأي عن النفس حيال ما سيحدث جراء وقوع مالا يحمد عقباه في حق الأستاذ أحمد عبدالله محمد سامبي ،
الوزير صيف اليمني يعلم علم اليقين أن الأزمة لن تمر مرور الكرام ولن تكون بمثل من قضوا نحبهم في ظروف غامضة ، دونما هنالك متابعة قضائية ، إنما يدرك تمامًا انعكاسات الموت السريري للأستاذ سامبي كونه الرجل الثاني في ترتيب أعمدة النظام الغزالي ،
فوفقا للمقربين من ملفات الأزمة ، فإن القضية لم تعد في أيادي المحكمة و حتى القاضي المختص بالقضية تبرأ من الموضوع لحساسيته وأعطى الضوء الأخضر لإخلاء سبيل الرئيس للعلاج خارج الوطن، إلا أن تسلط وتعنت حاشية الإمام حال دون ذلك ، مما يؤكد أن القضية برمتها سياسية بحتة ، ولا صلة لها بما يقال عن الفساد المالي للرئيس سامبي ، و بالتالي فإن صيف اليمني كونه الذراع الأيمن للإمام غزالي يعرف المخاطر المترتبة على وفاة الرئيس سامبي في محبسه ، فهو دبلوماسي ماهر قرأ كثيرا من الأحداث السياسية المؤلمة الخاصة بالأرخبيل منها الغموض وراء موت الرئيس الأسبق محمد تقي عبد الكريم فهو يجيد فنون المراوغة يقلب الطاولة بسرعة فائقة ، كما هو رجل المهمات الصعبة في فلول النظام ، عان كثيرا في تلميع انقلاب العقيد غزالي الأول ، ويعاني في تشييد المهزلة الأخيرة للانتخابات كونه وزيرًا للخارجية ،
صيف اليمني دبلوماسي بارع يهدد ويوعد كمن له مفاتيح مجلس الدوما الروسي استطاع إخضاع باريس في كثير من مناسبات وأرغمها على دفع ملايين من اليورو لتسوية أزمة التأشيرات الدبلوماسية الأخيرة بين موروني وباريس ، يختفي عن الأنظار فجأة كسمكة القرش في حالة الضرورة ثم يباغت الجميع ، وهو الصندوق الأسود للإمام غزالي يبذل قصارى جهده لتثبيت حكم الإمام ومخططاته ووصف المعارضين بقطاع الطرق خلال حضوره مؤتمر باريس الأخير ،
و بالتالي فإن تكهنات استقالة الوزير الأمين صيف اليمني خبر لا أساس له من الصحة فهو الحصن الحصين للنظام ،
فبالرغم من التصرفات العشوائية لإدارة بيت السلام وما تلاها من استقالات متعددة إلا أن صيف اليمني سيظل وافيًا للنظام تحت أي ظرف كان لضمان استمرار الإمام غزالي على مقاليد السلطة في الأرخبيل ، فالخارجية تُغَني و وزارة العدل ترقص فيما إدارة بيت السلام تخطط والداخلية تنفذ ، فكلهم سواسية في جريمة اختطاف أحمد عبد الله محمد سامبي
والله غالب
الكاتب/ يوسف علي امباي الباحث في معهد الدراسات الانسانية -باريس
تنبيه : الآراء الواردة يتحمل كاتبها فقط مسؤوليتها