عزيزي القارئ _ قارئي العزيز.. كن من أهل المحبة في الله.
مهما كانت درجة وعيي الكتابية عالية ، ومهما احترفت دقة التصوير والتمثيل ، ومهما تفتحت أبواب بصيرتي و اشتد توهج نورها وامتد حتى اخترق العادية وحدود الرؤية …سيظل ذلك الكتاب الذي يحتوينا بكل ما فيه عصي على التعبير والتفسير … كتاب خطته مشاعر لم ولن يدرك سرها أي شاعر ، ولن تجرؤ عين على الوقوف أمام شعاع ترجمتها ، غلافه مصنوع من رحيق الحق والندى ، أوراقه قشرة من النجوم سُطرت بألوان سرقتها من الغروب حين كان غافياً ، والحبر من عسل الصدق ، ميلادنا منه ابتدأ وفيه أصبح الزمان لي ولك وللإنسانية كلها… للنبضات فيه لغةً تخصها وحدها ولكل حرف فيها بحر وفنار ، للضحكات فيه مواطن سلوى وفأل خير ، للأنفاس فيه أريج يفوح كلما طافت العيون في سطوره ، وللعيون فيه صور من الجمال المتناهي في النقاء وحفظ العهود والصفاء ، وللخطى رقصة التمني الممزوج بألحان الرجاء والأمل وحسن الظن بالله ، وللعمر فيه حكاية لطيفة تضمنا رغم التعب …
كتاب يحتوي رضىً بالحال سرمدي و ود أبدي، ووفاء لا ينقضي، وتسامح حد المسرة، وعفو غير مرهون بمقدرة، وكلام لا جارح ولا فاضح ولا مالح ، وحضور لا يحتاج سوى المحبة أسباب، ولا يطغى عليه غياب، ولا تغلق دونه أبواب ، ومودة مقرونة بالرحمة، وتضحية تتبعها الهمة ، وغيرة بغير ظن، وعطاء بغير مَن ، ورضىً بالأقدار، وحفظ الأسرار، وهدم الأسوار … كتاب لا تنتهي صفحاته وتستعصي صفاته .. يحمل ذكرياتنا وهمومناً معاً وابتساماتنا وحواراتنا ونجوانا وعروجنا ومسرانا ،،،
_قصائده، خواطره، نصوصه، فقراته، شواهده، مشاهده، رسوماته، إشاراته، رموزه،، تواريخه ومضامينه كلها نحن ، وأبوابه نحن ، وفصوله نحن ، ، مقدمته وخاتمته نحن ،، والفهرست همسات كثيرة ومكاتيب عنوانها // همسة قمر وقلم بالمحبة في الله // …. وهل ثمة أحد سمع همس القمر وقلمي سوى أنا وأنت و هم ؟؟؟؟؟؟
يااااا أنت .. كل أواني ذاكرة الكتاب وأواني ذاكرتي مملوءة بك و بهم حتى ذاكرة الصبا .
بقلم نهى ابراهيم سالم