لم تكتف العرب بجمع الكلمات على جمع واحد و إنما عدَّت الجمع في الكلمة إلى جمعين فوُجد مصطلح جمع و جمع جمع عند التصريفيين ، فكلمة مثل : الإناء ، تُجمع على ” آنية ” قال المولى – عز و جل – ( و يطاف عليهم بآنية من فضة / الإنسان) و جمعوا هذا الجمع عينه على ” أواني ” فهو جمع الجمع ، و قالوا في جمع بيت ” بيوت و أبيات ” ثم جمعوه ثانية على ” بيوتات ” فهو جمع جمع ، و وُجِد في بعض عباراتهم جمعُ جمعِ جمعِ ، قال بعض العلماء : إن أصائل جمع آصال ، و آصال جمع أُصُل – بضمتين – و أصل جمع أصيل ، فجمعت الكلمة في أول الأمر على ” أصل ” ثم جمعوا هذا الجمع على ” آصال ” ثم جمعوا الجمع الثاني هذا على ” أصائل ” فهو جمع جمع جمع ، و لكنَّ الجمهور لم يرتضوا بهذا القول و أنكروا ذلك ، و رُدَّ على هذا القول بأن ” أُصُل ” مفرد بمعنى أصيل ، و أصيل جمع على آصال ، و آصال جمع على أصائل ، فهو جمع جمع ، و يُذكر عن ابن الباذش أنه قال : إن أصائل جمع أصيلة كـسفينة و سفائن ، و أصيلة بمعنى أصل ، فـعلى هذا الرأي تكون كلمة ” أصائل ” جمع للمفرد.
و إنما أردت في هذه البابة أن أنبه بعض كُتَّاب الفيسبوك ، الذين لا يفرقون بين جمع و جمع جمع ، فـكثيرًا ما ترى موضع الجمع وُضع فيه جمع الجمع دون أن يكون المعنى هو الطالب الأساسي في هذا الموضع ، و هذا إخلال في الفصاحة ، و خارج عن طريق العرب ؛ لأن كل جمع له موطنه الخاص ، و كانت العرب تتحرى هذه المواطن ، و من أخطأ في مثل هذا الموطن فلا شك أن رونق كلامه يقل و يذهب.
عفيف إسماعيل يوسف
طالب دراسات عليا في اللغة العربية وعلومها- جامعة الأزهر