تعرف على معاهدة التنازل عن جزيرة مايوت المحتلة

    ظل أندريان نسولي يحارب لكي يكون سلطانا على مايوت ولم يمنحه أهل مايوت من السكان الأصليين هذه الفرصة ، لكن منح له شيء من العز ما يحفظ كرامته كابن ملك سابق لقبيلة السكلافا الملغاشية  فبعد أن تحالف مع عبدالله سلطان أنجوان و الذي كان سلطانا على جزيرة مايوت في آن واحد عين اندريان نسولي  حاكما تنفيذيا ( وزير) على مايوت فبعد موت السلطان عبد الله انتقلت ملكية جزيرة مايوت إلى ابنه علوي  واستغل اندريان نسولي ضعف السلطان علوي الذي وجد نفسه مرغما على الفرار بعد صراع على الحكم مع عمه في أنجوان،  أن يقوي موقفه للاستيلاء على الجزيرة  فطالب من الفرنسيين دعمه بالسلاح ليحارب أهل مايوت الذين فتحوا له الأبواب حينما طرد من مدغشقر لكن بدلا من مده بالسلاح أرغمه الفرنسيون على توقيع معاهدة التنازل عن جزيرة مايوت رغم علمهم بعدم ملكيته للجزيرة  واعتبروه سلطانا فاتحا للجزيرة وهو لم يستطع في أي وقت من الأوقات إخضاع شعب مايوت بل كان حاكما تابعا  للسلطان عبد الله ومن بعده ابنه السلطان علوي
    و هذه نص المعاهدة التي بشأنها تم التنازل عن جزيرة مايوت لفرنسا و تم التوقيع عليها في ٢٥ابريل ١٨٤١ بين الكابتن باسوت  و  وزير مايوت آن ذاك أندريان تسولي هذه ترجمة نص المعاهدة :
     بسم الله الرحمن الرحيم
     و عليه نحن نضع ثقتنا ! إن المعاهدة التالية تم التفاوض عليها بين الكابتن باسوت مبعوث السيد دي هيل عميد بحري و أندريان تسولي نجل أوزا الملك السابق للسكالافا سلطان مايوت الآن ، و الحكومة الفرنسية  فيما عدا موافقة صاحب الجلالة لويس فليب الأول ملك الفرنسيين أو من ينوب عنه محافظ بوربون
     المادة الأولى : السلطان أندريان تسولي يتنازل لفرنسا بكل الملكية الكاملة لجزيرة مايوت التي يملكها بموجب حق الفتح  و الاتفاق و التي يحكمها منذ ١٣ عاما .
    المادة الثانية : و في مقابل هذا التنازل فإن الحكومة الفرنسية ستخصص للسلطان أندريان تسولي ريعا سنويا مدى حياته من ١٠٠٠ بيستار ( يعادل ٥٠٠٠ فرنك فرنسي ) هذا الريع الذي يدفع له بالأقساط في كل ربع سنة ، لن يسري على أبنائه و لكن اثنين منهم قد يتم إرسالهما إلى بوربون ( جزيرة رينيون حاليا ) لتلقي التعليم على حساب الحكومة الفرنسية .
     المادة الثالثة : يمكن للسلطان أندريان تسولي الاستمرار في العيش في جزيرة مايوت و التمتع بجميع ممتلكاته الشخصية  و لكن لا يمكنه بأي حال من الأحوال أن يعارض الأوامر المعطاة من قبل ممثل ملك الفرنسيين في مايوت و إنما بدلا من ذلك سيفعل كل شيء يعتمد عليه  لفرض التنفيذ .
     المادة الربعة : إذا كان السلطان أندريان تسولي يريد العودة إلى مدغشقر أرض أجداده  فإن الحكومة الفرنسية توافق على نقله هو ومن يرغب من قومه في متابعته على أية نقطة يحددها من غير شرط آخر لكن أجرة الف بيستار ( ٥٠٠٠فرنك الفرنسي ) المخصصة له ستتوقف اعتبارا من تاريخ مغادرته مايوت .
     المادة الخامسة : جميع الممتلكات مصونة و كذلك الأراضي المزروعة من قبل السكالافا أو غيرهم من سكان جزيرة مايوت تستمر ملكيتها لهم  و مع ذلك إذا احتاج أمن الجزيرة أو دفاعها لانتزاع أرض يسكنها أحد فإنه يجب عليه أن يذهب و يستقر في جزء آخر غير مأهول من الجزيرة على اختياره و لكن من دون أن يحق له المطالبة بتعويض .
     المادة السادسة : الأراضي غير المعترف بها على أنها ملكيات خاصة فإن ملكيتها تعود بالحق للحكومة الفرنسية التي تملكها وحدها .
    المادة السابعة : المناقشات و المنازعات أو الخلافات الناشئة من أي نوع بين الفرنسيين و سكان مايوت القدماء فسيتم الحكم فيها من قبل رجال حكماء مستنيرين مختارين من الطرفين على حد سواء و معينين من قبل جلالة ملك الفرنسيين أو من ينوب عنه في مايوت .
    المادة الثامنة : اعتبارا لأواصر القرابة  و الصداقة التي تربط السلطان أندريان تسولي و السلطان علوي  و إذا كان الأخير يرغب في الإقامة في بوربون أو مايوت أو نوس بيه فإنه سيتم التعامل معه بطريقة فضلى من قبل أي قائد من أجل الملك الفرنسي .
    المادة التاسعة : هذه المعاهدة حررت باللغتين الفرنسية  و العربية بثلاث نسخ من كل واحدة من اللغتين سيجري العمل بها عندما يتم المصادقة عليها من قبل صاحب الجلالة ملك الفرنسيين أو من يمثله محافظ بوربون و اعتبارا من تاريخ رفع العلم الوطني على أي مكان في مايوت
    حرر في مايوت يوم الأحد الثاني من شهر ربيع الأول ١١٥٧ هجرية الموافق ٢٥ إبريل ١٨٤١ التوقيع : باسوت  .  أندريان تسولي ..

    ___________

    المصدر ..

    ترجمة المعاهدة من الدكتور كرهيلا ، في كتاب من أراضينا المحتلة – جزيرة مايوت القمرية ، الطبعة الأولى ، عام ٢٠١١م

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top