صرخة طفل عربي

    دُلّني كيف أعود إليك
     إرمي لي أطواق نجاة ..
    فأنا أغرق
    امنحني هويتك المُلقاة أو المُلغاة ..
    فهويتي كل عبور تُسرق ..
    وقضيتي تخبو كل صباح
     فكيف سيبرأ جرحٌ خَطُّوا على حافته ملاحم نكرانٍ ونواح ، بخناجر غدر ..
    وكيف سيُقرأ شرح غَطُّوا وجه حصافته بملامح شيطان وجراح ، وحناجر شر ..
    دلّني كيف أعود !!!
    بشّرْني هل حلمي موعود ؟
    تااااهت اقدامي في بلاد الله ..
    وقلبي دامٍ من عمق الآه
    عجزتُ أعدها أيامي
     فالقصةُ أنّهُ ثمة قلب خائن
     الطمع الأسود قد أعماه
    فأحرق أرضه نبضه عِرضه
     أهله سهله زرعه دِرعه أصله نصله
     بيته صوته ومن ولاّه ومن والاه ..
    يفصل عن دمه ما يُدعى ..عروبة ..
    وينسى عيوبه
    لم يكسب إلا حجم جبال الأرض ذنوبا
     .. فكيف يتوب .. وكيف سيَلقَى الله ؟
    وأين سيُلقِي ذنوبه ؟
    على أكتافه  يحمل إثم الأرواح المسلوبة وكل صريخ و جريح ،كل شهيد و شريد ضاعت في البحر و البر دروبه
     …… ……
    دُلّني يا عافاك الله أعود إليك ..
    روحي تهفو لبساتينك
     و مآذنك وميادينك
    تهفو  إلى جنبيك
    دلني كيف أعود إليك
     قل لي كيف !! ..أقُل لبيك . .
    كيف أعود ؟
    حتّاما سأبقى مفقود
     يقهرني هواني ؟
     لا أعرف أمناً وأماني
     أقتاتُ اليأس حين أجوع
     ألتحفُ البؤس حينما يغدو الجو صقيع
     ألبسُ من ألغام الأمس شهقات صريع
     أرضع من ثدي التوهان حليب القحط
     لا يسمن لا يغني قّط
    فهل ينمو في قلبي ربيع ؟
    قهري أعياني و ما زلت رضيع
    ما زلت أعاني وأعاني
     طفلٌ عربيٌ مفقود الذات ..
    لفظتني الحرب لحضن الحرب
     أنمو وأكبر في الويلات
     في جدب من جدب
    تاريخي مجهول قد أضحى رفاة ..
    من هم أهلي وبلادي ؟
    أينها فرحة أعيادي ؟
    أضعتُ شهادة ميلادي
     لا أدري أرائح أم غادي !!!
    أرهقني الذُّل في غير بلادي
    قهرتني الغربة ياااااا أجدادي
    وجعي من وجعي ينادي
     يااااااا بلدي .. صوتك مبحوح
    وطني العربي ..من أنت هناك ؟
    كلك مذبوح من أقصاااك إلى أقصاك
     لأنك غافٍ لاهٍ عن نور الحق
     فأين نُهاك ؟
    نسيتَ وصية من أوصاك
     لَم يرعوي قلبك لَم ينهاك؟
    نسيتَ بأن الله قد فضّلك و أعطاك ؟
    إذ أكرمك بأشرف خلق الله وبدِين الحق و قد أعلاك!!!
    فماذا دهاك وأين العهد ؟
     اااااهٍ منك واهٍ لك ..
    تبّت يد من فرّط فيك ومن عاداك
     .. دُلّني كيف أُعيد مياهك لمجاريها
     ليعود المجد
     فيعود صفاك !!!
    وكيف أعيد حدوداً كانت أقدس ما نملك مذ ذاك العهد
     من ذاك الحد لذاك !!!
    وكيف أعيد الصدق ونبل الخُلق ولون الحق ..
    شرف الارض ولغة الضاد
     و حياة السعد وكتاب كان على يُمناك !!!
    وكيف أعود إليك أنا من هذا المد !!!
    أم أمضي بعيداً يا وطني
     وأنسى بأني عربي كيما أنساك ؟؟

     

     بقلم الشاعرة والأديبة/ نهى ابراهيم سالم

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top