صوت الجياع في جزر القمر

    بقلم الأديب والشاعر / محمد يوسف عبده عبد الله

     

    هتف الفؤاد بمنطق الإحساس
    أن حزه شيء من الإيجاس
    فالعقل شرده النظام وحكمه
    فأصابه شيء من الوسواس
    قد جن من هول الرزية ما يرى
    فشكا إلى حياته بحماس
    إن الحياة لنار تشوي عيشنا
    في موطن الإسراف والأعراس
    فالعرف أضرم ناره في غرة
    والحكم يكتم نفحة الأنفاس
    بالأمس كنت غريق نعمي بينما
    اليوم رزقي غاب بالإفلاس
    إن الحياة لمرتقى عال الذرا
    كيف امرؤ يرقى ذرا الإفلاس
    ساءت حياتي كلها فأراني
    أقتات رزقي بين موت أناسي
    والشعب يركع بالظما والجوع
    بين ضلوعه مثل اللهيب يقاسي
    والطفل فينا ناقص الفيتمين
    والشيخ يمرض دائم الإعطاس
    ماذا أقول وإننا نحيا كما
    تحيا البهيم بموطن الأفراس
    جوع ألم بنا و في الأحشاء نا
    ر وقودها دود يهد أساسي
    فترى الهزال مع القنوط أغارا
    في دولة الأشباح و الأرماس
    عم الوباء على البلاد تفشى
    كيف الخلاص ونحن في إنعاس
    قد عض اليأس اليئيس بنابه
    دك العظام و مص دم الراس
    هذا لهيب العيش يحرقنا كما
    ويد الظلوم تمكنت من راس
    جزر القمر أرض الجنان بخيرها
    لكنها منهوبة الأغراس
    ما للجنان نعيمها مفقودة
    وكأنها ما أثمرت من باس
    نهب أطال رياضها بتوحش
    وكان عليها مر ريح نحاس
    ما كان ريح بل أيادي ظالمة
    عبثت بها وجنت ورب الناس
    ماذا نريد وكلنا من تربها
    والترب يعطي ماجناه غراسي
    ماللحكومة تستهين بشعبها
    فتخاله جنس من الأدناس
    جعنا فكان فتاتهم أكلاتنا
    بينا هم بالمال في أعراس
    ظمئوا فكان حسائهم دمنا
    وبطونهم منفوخة بالكاس
    سحتا هم أكلوا فداخ عقولهم
    كالهر يحسو السم في القرطاس
    الظلم و الطغيان منبعه الرشا
    قد أضحيا بالغدر فهم الناس
    فعلا ما نرجو خيرهم يا أمتي
    وهم بنا غدروا بلا إحساس
    فينا الموارد أعدمت
    وكأنها بالندر كا لألماس
    أحلامنا تشرى بصاع أرز
    والصوت بيع ببذرة الأنناس
    تعلى صروح العدل في وطني في
    أنقاض دستور بدون أساس
    إن العدالة في البلاد تمردت
    حتى أبيح لنا بشرب الكاس
    القتل عمدا بات يرهبنا لا
    ردع و لا حكم يرد مآسي
    لو أن واحد أن من أناته
    ليقال كف عن البكا ومراس
    واحبس دموعك في المآق خاسئا
    لولا غباءك ما لقيت بباس
    إن التجلد والعزيمة منجدي
    لولا هما ما لقبرت في الأرماس
    كم من عقود ظلام قد مرت بها
    هذي البلاد وكم هوت في الباس
    يا أيها الشجعان والأحرار
    قصوا المخالب في الألى بمواس
    أرضيتم بالذل في حمم اللظى
    أم هل رضيتم بالذل في والياس
    قم أيها الشعب الكليم مدافعا
    عن حقك المهضوم بالهسهاس
    قم أيها الشعب الذليل ورد كي
    دا واسحق الأنذال بالكناس
    حطم قيود مذلة وتعبد
    واحم الديار من العدا والناس
    يا شعب كن سيفا على الأعداء من
    تقما من الظلام و الأنجاس
    من ذا الذي أشكوه جل تظلمي
    والكل أضحى حابس الأنفاس

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top