صوت الجياع في جزر القمر

    هتف الفؤاد بمنطق الإحساس
    أن حزه شيئ من الإيجاس

     

    فالعقل شرده النظام وحكمه
    فأصابه شيئ من الوسواس

     

    قد جن من هول الرزية ما يرى
    فشكا إلي حياته بحماس

     

    إن الحياة لنار تشوي عيشنا عيشنا
    في موطن الإسراف والأعراس

     

    فالعرف أضرم ناره في غرة
    والحكم يكتم نفخة الأنفاس

     

    بالأمس كنت غريق نعمي بينما
    اليوم رزقي غاب من إفلاسي

     

    إن الحياة لمرتقى عال الذرا
    أي امرؤ يرقى ذرا الإفلاس

     

    ساءت حياتي كلها فأراني
    أقتات رزقي بين موت أناسي

     

    والشعب يركع بالظما والجوع
    بين ضلوعه مثل اللهيب يقاسي

     

    والطفل فينا ناقص الفيتمين
    والشيخ يمرض دائم الإعطاس

     

    ماذا أقول و إننا نحيا كما
    تحيا البهيم بموطن الأفراس

     

    جوع ألم بنا و في الأحشاء نا
    روقودها دود يهد أساسي

     

    فترى الهزال مع القنوط أغارا
    في دولة الأشباح الأرماس

     

    عم الوباء على البلاد تفشى
    كيف الخلاص ونحن في إنعاس

     

    قد عض اليأس اليئيس بنابه
    دك العظام ومص دم الراس

     

    هذا لهيب العيش يحرقنا كما
    ويد الظلوم تمكنت من راسي

     

    جزر القمر أرض الجنان بخيرها
    لكنها منهوبة الأغراس

     

    ما للجنان نعيمها مفقودة
    وكانها ما أثمرت من باس

     

    نهب أطال رياضها بتوحش
    وكأن عليها مر ريح نحاس

     

    ما كان ريح بل أياد ظالمة
    عبثت عليها وجنت ورب الناس

     

    ماذا نريد وكلنا من تربها
    والترب يعطي ما جناه غراسي

     

    ما للحكومة تستهين بشعبها
    فتخاله جنس من الأدناس !

     

    جعنا فكان فتاتهم أكلاتنا
    بينا هم بالمال في أعراس

     

    ظمئوا فكان حسائهم دمنا
    وبطونهم منفوخة بالكاس

     

    سحتا هم أكلوا فداخ عقولهم
    كالهر يحسو السم في القرطاس

     

    خلفوا العهود وقبحوا وجه المنى
    ومن الوعود خلابة الإيناس

     

    الظلم والطغيان منبعه الرشا
    قد أضحيا بالغدر فهم الناس

     

    فعلا ما نرجو خيرهم يا أمتي
    وهم بنا غدروا بلا إحساس

     

    فينا الموارد رملت وتذبلت
    وكأنها بالندر كالألماس

     

    أحلامنا تشرى بصاع أرز
    والصوت بيع ببذرة الأنناس

     

    تعلى صروح العدل في وطني في
    انقاض دستور بدون أساس

     

    إن العدالة في البلاد تمردت
    حتى أبيح لنا بشرب الكاس

     

    والقتل عمدا بات يرهبنا لا
    ردع و لا حكم يرد مآسي

     

    لو أن واحد أن من أناته
    ليقال كف عن البكا ومراس

     

    واحبس دموعك في المآقي خاسئا
    لولا غباءك ما لقيت بباس

     

    إن التجلد والعزيمة منجدي
    لولاهما لقبرت في الأرماس

     

    كم من عقود ظلام قد مرت بها
    هذي البلاد وكم هوت الباس

     

    من ذا الذي أشكوه جل تظلمي
    والكل أضحى حابس الأنفاس

     

    يا أيها الشجعان والأحرار
    قصوا المخالب في الألى بمواس

     

    أرضيتم بالذل في حمم اللظى
    أم هل رضيتم بالضنى والياس؟!!

     

    قم أيها الشعب الكليم مدافعا
    عن حقك المهضوم بالهسهاس

     

    قم أيها الشعب الذليل ورد كي
    دا واسحق الأنذال بالكناس

     

    حطم قيود مذلة وتعبد
    واحم الديار من العدا والناس

     

    يا شعب كن سيفا على الأعداء من
    تقما من الظلام و الأنجاس

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top