فرنسا تزعم بوفاة المفتي بكورونا في حين أن موروني تعرض المساعدة لباريس لمكافحة الفيروس !!

    تمر العلاقات المتوترة أصلا بين باريس و موروني بمرحلة عصيبة وهذه المرة ليست بسبب تداعيات الأوضاع في جزيرة مايوت المحتلة إنما بسبب الجندي المجهول القاتل الذي اجتاز حدود أوروبا إلى جهة غير معلومة يعتقد أنه داخل حدود أرخبيل القمر حسب مزاعم باريس ، بعد أن أردى قتيلا عددا غير قليل من شعوب أوروبا واختفى عن الأنظار ، وتتهم فرنسا نظيرتها القمرية أنها تحتضن هذا الجندي المطلوب عالميا ألا وهو المرتزق الجديد المعروف بكورونا ،
    فما الأسباب التي أدت إلى تفاقم الأوضاع من جديد بين باريس وموروني وما صحة ما يقال بوجود مرض كورونا داخل جزر القمر ، ولماذا تصر باريس بوجود الفيروس في الأراضي التي تسيطر عليها الحكومة المركزية في موروني ، ألا يعد تدخلا سافرا لفرنسا في الشئون الداخلية لدولة ذات سيادة ، أسئلة نحاول الإجابة عليها من خلال هذا المقال ،
    في 31 ديسمبر من عام 2019م تم إبلاغ المكتب الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في الصين بحالات الالتهاب الرئوي المسبب لمرض غير معروف تم اكتشافه في مدينة ووهان بمقاطعة هوبي الصينية، وتم إعلان فيروس (كورونا الجديد) على أنه الفيروس المسبب لتلك الحالات من قِبَل السلطات الصينية يوم 7 يناير 2020م. فاجتاحت المدن الصينية ثم أخذت طريقها إلى أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية ،
    إلا أن الغريب هو المجابهات الدبلوماسية المستمرة بين باريس و موروني بشأن وجود المرض في جزر القمر  و عدمها وأسباب هذه الضجة الإعلامية بين فرنسا وجزر القمر والحرب الكلامية بين الطرفين ،
    دوليًا هذا المرض الفتاك لا شك فيه أنه سينهي مهامه المكلف بإنهاء كثير من الاستراتيجيات في العالم ، كما يعتقد فحسب كثير من المحللين إنه سوف يكون هنالك إعادة ترتيب أوراق جديدة بين أوروبا نفسها التي تشهد معظم شعوبها مرارة هذه الآفة ، كما ستطغى الملفات الغربية الصينية في الواجهة حول توجهات الاقتصاديات العالمية الجديدة ، وكيفية ترتيب أوضاع العالم من جديد وهذه المرة ستضطر الغرب بقبول الصين كشريك غير مستهان بها في صناعة الاستراتيجية العالمية الجديدة إن لم تكن القائد الفعلي للتحول الجديد ،
    فأوروبا ستشهد انقسامات سياسية بسبب الطريقة التي تعامل بها معظم الدول مع الأزمة وسوف تنذر بالمصادمات والشكوك حول المشروع الأوروبي المشترك حيث عانت المؤسسات الأوروبية بابتلاء وامتحان صعب فيما يتعلق بمنظوماتها الصحية لتتبين أخيرًا أن تلك المنظومة التي كانوا يتفاخرون بها هي أوهن من بيت العنكبوت ، فلا الولايات المتحدة الأمريكية ولا أوروبا استطاعت اجتياز الامتحان ببراعة فلولا مساعدات جمهورية الصين الشعبية بالرغم من مجموعة من الانتقادات التي وجهت ليها لم  يعد الغرب يقوم على رجليه مرة أخرى ،
    غير أن الذي يهمنا أكثر هو الحرب الدبلوماسية بين باريس وموروني بسبب ادعاءات باريس أن مفتي الجمهورية القمرية السيد طاهر بن سيد مولانا قضى نحبه بسبب صراعه مع مرض الكورونا الأمر الذي نفاه المسؤولون في جزر القمر بشدة متهمين باريس بنشر أخبار  كاذبة لا أساس لها من الصحة ، فيما تصر باريس أن في حوزتها تحليلات وأشعة طبية تسربت إليها تؤكد على ذلك ،
    والملاحَظ هو ، أن فرنسا بموقعها الجيو سياسي وسيطرتها القوية لمفاصل هذه الدولة تمكنها من معرفة الكثير من أسرار الدولة فهي الظهير الأيمن للنظام الحاكم حاليا ، وإن ظهر هنالك في حين تلو آخر بعض المواقف السياسية المتباينة ، فهي شأن السياسة ، لا تمنع من كون باريس هي العمود الفقري للسياسة القمرية إلى وقتنا الحاضر وبيده كل مفاتيح هذه الدولة المهمشة بالأسف شديد ،
    فإذا حولنا، افتراضيةً، الإجابة الأسئلة السابقة فنجد أن جزر القمر حتى الوقت الحاضر لا تستطيع نفي أو تأكيد ما ذهبت به باريس بالدلائل والبراهين غير الشجب والاستنكار الشديدين ، إذ لا تملك أي معمل للتحاليل الطبية يمكن اكتشاف فيروس كورونا المستجد  وكل التحاليل الطبية ترسل لباريس للنظر إليها في معهد باستير للعلوم الصحية Institut Pasteur De Paris وفق اتفاقيات مبرمة بين الطرفين ، وهي الجهة الوحيدة أعني باريس التي يمكن أن تطلع الأسرار الصحية لرموز النظام في جزر القمر ، من هنا يبدو أن تلميحات الوزيرة الفرنسية السابقة بوجود العديد من حالات الإصابة بفيروز كورونا في الجزر ينبغي أن يوضع في عين الاعتبار
     إذ تتزامن هذه الادعاءات بما نقل من دومنيك فوينيت مديرة مكتب الصحة الإقليمية في مايوت أن رحيل مفتي السابق سيد طاهر جمل الليل الذي توفي في الـ 8 من هذا الشهر ، كانت بسبب صراعه مع  مرض covid-19  زاعمة أن صورة أشعة تشخيصية للرئتين الخاص لمفتي الديار القمري السيد طاهر بن سيد مولانا جمل الليل تظهر فيها الآفات النموذجية للأنسجة الرئوية التي يسببها covid-19 سربت إلى الجهة المختصة ما يدل على أن المريض كان مصابا بفيروز كورونا
    ومن خلال قراءة الأحداث نلاحظ أن ردود أفعال الحكومة المركزية في موروني كان هزلية جدا مقارنة بالموقف الفرنسي إذ إن إعلان الاستياء من قبل وزارة الصحة القمرية دونما هنالك إجراءات قانونية مصاحبة ، غير كافية إذ إن المفروض أن تكون هنالك مسائلة قانونية إذا كان الجانب القمري واثقًا عن مزاعمها للحيلولة دون إعطاء الجانب الفرنسي الفرصة لإزاحة الستار لمزيد من قضايا مشابهة سيما أنه أشيع مؤخرا عن فقدان جهاز الحاسوب الخاص الذي يحتوي على الأسرار الصحية للرئيس الجمهورية مما يزيد الموقف تعقيدًا ،
    غير أن الظريف في هذه القصة هو إعلان وزير العلاقات الخارجية والتعاون الدولي الأمين صيف اليمني عن شجبه الادعاءات الفرنسية ووصفها بأنها فبركة إعلامية لا أساس لها من الصحة وأن جزر القمر يمكنها في المقابل مساعدة السلطات الفرنسية لمكافحة فيروز كورونا في مايوت إن هي طلبت ذلك ،
    تصريحات اعتاد عليها الشارع السياسي القمري من وزير صيف اليمني إلا أنه في قراءة سياسية للقضية نجد أن باريس استطاعت أن يوضح للنظام الغزالي أن لديها كل أوراق اللعبة في الشئون الداخلية للجزر و بإمكانها تتابع فضائح وأسرار النظام إذا دعت الضرورة وبالتالي فإن النظام الغزالي مجبر أن يعترف صراحة بأن ليس لديه ما يمكن الإسناد إليه بالنفي أو القبول غير الشجب واستنكار واتهام الطرف المقابل بنشر الأسرار إذ إن دبلوماسية اليوم لا تدار بمؤتمرات صحفية وتصريحات مقتضبة هنا وهناك ، إنما وفق آليات ومقومات ليس في حوزة النظام حاليا ، وعليه أن يبحث من الآن عن شريك موثوق به يمكن الاعتماد عليها كصندوق أسود للنظام غير باريس إذ إن مثل هذه الخطوات تعد تدخلا سافرا في أسرار دولة القمرين ،
    والله غالب

    كل الآراء الواردة يتحمل الكاتب فقط مسؤوليتها 

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top