خواطــــــــر صحـــــــية قمـــــــــــــــرية

    تخيل وأنت تعمل في مستشفى ريفي  يأتيك طفل صغير لا يتعدى عمره السنتين، له تشنجات  نسبة  لارتفاع درجة حرارة جسمه  إلي 40 درجة مئوية
    ( FEBRILE CONVULSION )
    تخيل هذا المشهد، والمصيبة الكبرى أن المستشفى المرجعي تبعد عن المستوصف 40 كم، وأيضا  وعرة الطريق تحكمنا و لأ يوجد معمل طوارئ غير فحص الملاريا
    تخيل أيضا أن الممرض حاول تركيب العديد من الفراشات وباءت بالفشل وشكى ولي أمر الطفل بكثرة شرائه للفراشات (الفراشة (كانيولا) ب 500 فرنك قمري ما يساوي 1 واحد يورو أو 1.2 دولار أمريكي تقريبا).
    وبعد قليل تستأذن الأم الممرض في ذهابها إلي المنزل لعدم قدرة المستوصف تقديم خدمة نوعية للطفل..
    فتعود إلى المنزل ولكن للأسف عادت  التشنجات بصورة مستمرة  ليلا مع انقطاع الكهرباء بالمدينة والمستوصف …..
    وتأتي الأم والطفل في اليوم التالي راجية العلاج وهي تحلم بنجاح تركيب الفراشة وبعد عدة محاولات باءت بالفشل أيضا والتحدي الأخير كان لآخر فراشة و ركِّبت والحمد لله.
    تم تركيب للطفل مخفضات للحرارة ومضاد حيوي
    لكن ما هي الخطوة الآتية؟  يحتاج الطفل لعمل  فحوصات تخصصية ورسم مخ
    لكن للأسف في جزر القمر كل ذلك غير موجوووووووووووووود على الإطلاق لكي نصل إلي تشخيص دقيق و ليعطي العلاج  المناسب، فحسب السبب ( قد يكون التهاب في  الدم أو اضطرابات في المواد الاستقلابية أو صرعي أو ………..)
    من ينظر للقمر يبكي ويجب  أن يتباكى إن لم يبك،  لكن للقصة بقية
    نأمل أن تعطي رؤية 2030 القمرية  الأولوية لصحة السكان، وتغطي الخدمات والرعاية الصحية جميع جزر القمر

    من د. اسماعيل أحمد رشاد

    بكالوريوس الطب والجراحة – جامعة أفريقيا العالمية

    دبلومة مكافحة العدوى – المعهد العربي للتنمية المستدامة (مكتب السودان)

    دبلومة جودة الرعاية الصحية بالجامعة الأمريكية – القاهرة

    كورس إدارة مستشفيات جامعة الخرطوم

    مدير طبي وطبيب عمومي بمستوصف نيوماشوا الصحي جزيرة موهيلي

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top