كرونا خارج السيطرة في أوروبا، فيما إغلاق المساجد المنفذ الوحيد لمصارعة الأزمة في أرخبيل القمر

    ففروا من الله !!!! ،
    من المعلوم أن هذه الآفة لم تكن مجرد ضربة استباقية من رب العزة والجبروت انتقاما لما تعانيه البشرية من ظلم وقهر و قتل و تشريد وسلب الحقوق بذرائع وهمية ، إنما هي آفة مصطنعة بعقلية بشرية شيطانية هادفة إلى خلق توازن استراتيجي جديد بين الدول الأوروبية الطموحة وجمهورية الصين الشعبية الرائدة في مجال الاقتصاد العالمي ،
    ضمن صراع طويل الأمد بلغ ذروته من أجل السيطرة على مفاصل الاقتصاد العالمي ، فإذا كانت المتنبئة البلغارية المعروفة بابا فانغا تنبئت بجدول زمني لتحول العالم بقيادة الصين الشعبية بحلول عام ألفين وعشرين فإن الأوروبيين والأمريكان كان لهم رأي آخر مخالف للعرافة البلغارية والحلم الصيني لقيادة العالم على الأقل في هذا العام ،
    فقد خططوا لقلب الطاولة على وجه الصين وتعاهدوا بوقف الزحف الصيني بكل وسائل ممكنة مع خلق موازين قوى جديدة لن تكون الصين ولا روسيا الاتحادية رائدا لها ، بغض النظر عما سينقلب إليه الوضع من كارثة إنسانية محتملة، فهذا شأن الأموات وحدهم ،
    فتحول المخطط الجهنمي الأوروبي الأمريكي المشترك إلى ما يشبه سيناريو التسونامي المرعب وأصبح الوضع خارج السيطرة خلال أربع وعشرين ساعة من اجتياح الوباء حدود أوروبا ، ثم شق الطريق لأمريكا وانتشر كالنار في الهشيم في اصطياد آلاف من أرواح الأبرياء البسطاء ، الذين كان همهم لا يتعدى مجرد البقاء من على كوكب الأرض
     وانقلب السحر على الساحر وتحول الوضع إلى ما يشبه حرب الإبادة الجماعية تأكل الأخضر منها واليابس ، فقير ا كان أو غنيًا صبيا أو شيخا ، مما أدى إلى نشر الهلع والفوضى الهدامة واستسلمت القبة الحديدية لمنظومة الصحة الأوروبية والأمريكية على حد السواء في مواجهة الكابوس وأصبحت مرافق الصحة و الصيدليات في ربوع أوروبا وفي باريس بالذات تحت حراسة مشددة خوفا من مداهمات بسبب انقراض الأدوية ،
    فيما انهارت مجمل الاقتصاديات الأوروبية ، و أعيدت عقارب الساعة إلى مربع الصفر غير أنه وبالرغم من تلك البلية فمازالت هنالك من يتنفسون السعداء ويتظاهرون في إبراز العضلات وسط الجثث المتناثرة وتقديم أنفسهم كمنقذي البشرية وسط صراعات فكرية علمية تهدف إلى احتكار الشركات الأوربية الكبرى المصنعة للأدوية في العالم ، لأنه ومهما يكن ، فإن مصائب قوم عند قوم فوائد ،
    فاشتد الصراع بين معامل أبحاث الأوروبيين أنفسهم من باريس إلى برلين حول من هو أحق بالملكية الفكرية في إخراج أول كبسولة لإنقاذ البشرية ، لتتحول الأمر في آخر المطاف إلى ما يشبه بالتلاعب والمخاطرة بأرواح الملايين من البشر ، بدلا من توحيد الجهود لإنقاذ ما تبقى من البشرية،
    فليس صحيحا أن أوروبا كونها أكبر ضحية حتى الآن وفقا للإحصائيات الرسمية لمنظمة الصحة العالمية ومن ورائها أمريكا ، عجزت عن طرح بديل على الأقل من الكوروكين المنتهية فعاليتها ، والتي انقرضت هي الأخرى من الأسواق ،
    فبدلا من توحيد الصفوف وتقريب معامل الأبحاث العلمية لإيجاد مخرج سريع للأزمة الإنسانية يتصارع هؤلاء لنيل ما يسمى بالملكية الفكرية فيما تكثف المباحث الفدرالية الأمريكية هي الأخرى استجواب كبار الأكاديميين الأميركيين المتهمون بمساعدة الصين في مجال الأبحاث ،
    مما يؤكد نظرية المؤامرة حيال انتشار الأوبئة على نطاق أوسع
    فيما يرى بعض من الباحثين أنه في حال استمرار اللعبة الأوروبية حيال الأزمة فسوف تكون أكبر كارثة تواجه الإنسانية بعد كارثة الإنفلونزا الإسبانية التي راحت ضحيتها ملايين من البشر خلال الحرب العالمية الأولى ،
     غير أن الذي يهمنا في هذه الآونة وبعيدا عن الصراع الأوروبي الأميركي ، هو إعلان بعض الأنظمة في البلدان الإسلامية الحرب مع الله ، ففي الوقت الذي أقرت المنظومة الأوربية العلمانية نفاذ الحلول البشرية المزعومة ، هرول في المقابل بعض الأنظمة كجزر القمر إلى إعلان الحرب مع الله وإغلاق مواقع العبادة كمقدمة احترازية لمواجهة انتشار الأوبئة دون دراسة متأنية ولا حتى ضرورة شرعية ألزمت بمثل هذه الخطوة ،
    ولم تكن المجهودات التي تبذلها حكومة بيت السلام لحشد العلماء في جميع ربوع الوطن منصبة لتهيئة الناس بالدعاء والتضرع في المساجد لإنقاذ ما تبقى من البشرية من هذا الوباء القاتل إنما كان الغرض منها المساعدة على فرض الوصايا على الدين ، وتحجيم الناس عن أدوار العبادة في الوقت الذي لم تصدر قرارا واحدًا حتى الآن لإغلاق الأسواق والاجتماعات في الأماكن العامة ، فيما المواصلات المزدحمة بلغت ذروتها دون قيد أو شرط ،
    فبدلا من إعلان الحرب على الأوبئة بتقديم الحلول البسيطة والتي من شأنها تخفيف العقبات أمام المواطن البسيط في مشاكله اليومي من الغذاء والدواء وإطلاق سراح المظلومين من السجناء كخطوة أولية ، سارعوا إلى إصدار فتاوى إغلاق المساجد وتجمعات العبادة ونسوا أن ليس هنالك أماكن أكثر انتشارا للأوبئة من السجون والأسواق المزدحمة والتجمعات المشبوهة، ولم يتجرأ عالم واحد حتى الآن التطرق لمسألة السجون والسجناء المظلومين من هذه الأوبئة ، بل تغافلوا عن إصدار فتوى يلزم السلطات إغلاق السجون أولا و قبل إغلاق السجود ،
    فمن الطبيعي أن العصا السحري لكثير من الآفات تكمن في معظم الأحيان على سوء تقدير الأوضاع وبناء أغلب التصورات على أوهام ليست لها من المصداقية بمكان ،
    صحيح أن الوضع يفتقر الى اتخاذ الحيط والحذر كمعظم البلدان
    لكن تجرأ السلطات الى إرغام العلماء بتبني فكرة تهجير المساجد أولا في الوقت الذي يتضرع العالم شرقا وغربا لدى المسلمين لطلب الدعاء بعد الاعتراف الضمني لانهيار كل ما لديها من حلول بشرية لأمر يبعث للسخرية والقلق تجاه النية الحقيقية لهؤلاء ،
    فجزر القمر بوضعها الحالي لا تملك أكثر من حلول غير التضرع في المساجد طلبا من المولى أن لا يهلكنا بهذا الوباء القاتل ، فإذا استسلمت بالفعل المنظومة الأوروبية عن طرح الحلول لمواجهة الكابوس فما الذي يتبقى غير التوجه إلى الله بقلوب خاشعة لإنقاذ البشرية من هذا الوباء خاصة مع نظام كجزر القمر التي لا تملك القدرة حتى في مواجهة مشكلة القمامة المنتشرة في شوارعها ،
    فإن تمادوا بلا برهان مفصل ، و ارتهنوا على الحجج العنترية ، فلن يكون لهم من دون الله كاشفه ،
    والله غالب

     الكاتب /يوسف علي امباي أكاديمي وبحث في معهد باريس للدراسات الإنسانية- باريس

    كل الآراء الواردة يتحمل الكاتب فقط مسؤوليتها 

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top