أضواء على جزر القمر (اللمحة الثالثة)

    حتى اللذين لايملكون نظرة جَمال وحسٍ أنيقٍ رقيقٍ سيستشعرون الإبداع في خلق الله سبحانه وتعالى لجمال الطبيعة الأسطوري الذي تتمتع به جزر القمر، مما جعلها وجهة محبَبَة يتوافد إليها السياح من شتى البقاع. طبيعة خلابة تتجسد في كل تفاصيلها في الشواطئ وشُعبها المرجانية، وفي الغابات والأشجار والمرتفعات الجبلية البركانية، وفي الحياة البرية والبحرية بحيواناتها النادرة، و المتنزهات والشواع والمعالم الأثرية والعصرية والحياة ككل.
    وفي هذه اللمحة سنبدأ بالسياحة في جزيرة القمر الكبرى (انغازيجا). هذه الجزيرة البركانية التي تحيط بها سلسلة من الجبال المزدانة بالخضرة، وأنواع من الأزهار والحيوانات، وأشهرها «قمة جبل قرطالة» وهو أكثر الجبال البركانية نشاطاً في العالم إذ يثور بشكل متكرر، وله فوهة يبلغ قطرها ميلاً كاملاً، وآخر ثورة له كانت في عام 2005م، ويعد موطناً للعديد من النباتات الاستوائية غزيرة الأمطار، وعدد من الطيور النادرة في العالم.
    كما تتفرد هذه الجزيرة بوجود (بحيرة نِياماوِيِ) في هذه الجزيرة الرئيسية، وتقع شمال الجزيرة بمنطقة مِيسامهولي في حفرة بركانية قديمة، وهي مياه شديدة الملوحة والعمق تجمعت في فوهة بركانية. ومن أجمل مايميزها أيضاً هو وجود عدد من الشواطئ السياحية المدهشة ذات الشُعب المرجانية والرمال البيضاء والنخل الفارع والمياه الفيروزية الصافية والَموجات المتكسرة بنعومة وهدوء.
    مثل شاطئ بُوُوني، وغالاوا، ومالوجا، وشاطئ شوموني، ويتميز هذا الأخير بكثرة الأكواخ الريفية والمطاعم المحلية ذات الطابع الشعبي التي تقدم مأكولات محلية بحرية رائعة مما جعله مكاناً مريحاً للنفس والقلب. وكذلك شاطئ نيوماشوا الذي يتميز بسحر تقلبات لون المياه بين السماوي والفيروزي متأثرة بتقلبات الجو .
    وأيضاً لمدينة موروني، عاصمة جزيرة القمر الكبرى العديد من المزايا .. إذ تعتبر مكاناً رئيسياً للاحتفال بالأعياد الإسلامية المختلفة بحكم أن الدين الإسلامي، هو دين الدولة. وهي مدينة تتفرد بطراز معماري وضعته بصمة الاستعمار بعناية، وكذلك بطراز عربي قديم تجلى في الكثير من الأبنية التي يضمها الحي المعروف بحي المدينة، و في الكثير من الأزقة التي تلفت بجمالها وحيويتها انتباه السياح، إضافة إلى السوق الكبير (سوق فولو فولو Volo Volo) وزحمة روائعه التي تعكس الثقافة الشعبية والجانب الحضاري.
    كما تحتوي موروني على العديد من المساجد وأشهرها مسجد الجمعة القديم، وهو أحد أبرز المعالم التاريخية السياحية ويتميز بلونه الأبيض الذي يجعله كلؤلؤة تطغى بنورها على الصخور البركانية السوداء التي في ميناء موروني.
    كما يوجد بها المتحف الوطني لجزر القمر «سِندِرِيس – cndrs»، والذي تأسس في العام 1989م، ويحتوي على أربع صالات لعرض التراث في مجالات مختلفة، وهي صالة خاصة بالفنون والآثار والدين والتاريخ، وصالة خاصة بالعلوم الثقافية والإنسانية والاجتماعية، وصالة ثالثة خاصة بالمحيطات والعلوم الطبيعية والرابعة خاصة بالبراكين وعلوم الأرض.
    وهناك في جزيرة انغازيجا أيضاً مدينة إتْساندرايا حيث يقع فيها ”قصر السلطان” الذي كان مسكناً لعديد من عائلات السلاطين، وقد تم تشييده في القرن الـ18م ويتميز بتصميم سواحلي لطيف، ويحتوي على آثار تاريخية عظيمة تضم زخارف داخلية ونقوش إسلامية على الأسقف.

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top