اتحادا طلبة جزر القمر في مصر والسودان يحييان العيد الوطني الـ 43 لاستقلال البلاد

القاهرة / الخرطوم
كتب بكري موسى وفهد علي حماد:
نظم اتحاد طلبة جمهورية القمر المتحدة بمصر، يوم الجمعة 06 يوليو بالذكرى الثالثة والأربعين لاستقلال الوطن بنادي الطلاب الوافدين في القاهرة، وقد افتتحت مراسم الاحتفال بتلاوة  آيات قرآنية، عقبها النشيد الوطني القمري والمصري، ثم عرض فيلم وثائقي عن تاريخ جزر القمر قبل الاستقلال. وتناول دور فرنسا في إثارة خطاب الكراهية سيما لدى المايوتيين وادعاءات كاذبة بتعرضهم للظلم من قبل الجزر الأخرى، وذلك للحيلولة دون نجاح مساعي الحكومة الرامية إلى المطالبة بالاستقلال.
وعرض الفيلم دور الحركة الانفصالية المايوتية بزعامة يونس بامانا وزينة ماديري المجندين من قبل سلطات الاستعمار آنذك لحشد الماهوريين للتصويت بـ “لا” في الاستفتاء الذي أجري عام 1974 لتقرير المصير.
وألقى محمود عبده تشريق – الطالب في الدراسات العليا، قسم التاريخ والحضارة بجامعة الأزهر الشريف محاضرة بعنوان “الاستعمار في جزر القمر كيف بدأ وكيف خرج” وتحدث خلاله عن الحركات الوطنية التي رفعت شعارات مناوئة للاستعمار وعلى رأسها حركة التحرير الوطنية في جزر “موليناكو” بقيادة أمينها العام، المرحوم عبده بكاري بوانا الذي وافته المنية في 14 مارس الماضي.
وقال أنه ورغم ما أفضاه الاستفتاء المصيري من نتائج صادمة للاحتلال الفرنسي على مستوى جزر الأرخبيل الأربع، إلا أن الفرنسيين تعاملوا بعناد شديد في رفض خيار الشعب، لكن دبلوماسية القمرية قاومت بشراسة متحدية المستعمر إلى أن أعلن الرئيس الشهيد أحمد عبد الرحمن في السادس من يوليو عام 1975 استقلال دولة جزر القمر عن فرنسا ما عدا جزيرة مايوت التي تمسك المحتل بها دون أي وجه حق ضاربة عرض الحائط بالقوانين الدولية التي تعترف بقمرية جزيرة مايوت.
وفي مستهل كلمته هنأ الدكتورإبراهيم نصيف، رئيس اتحاد طلبة جزر القمر، فخامة رئيس الجمهورية عثمان غزالي بمناسبة عيد الاستقلال المجيد، كما هنأ السفير عطاء أفندي وأعضاء السلك الدبلوماسي وكذلك الجالية القمرية في مصر. ودعا رئيس الاتحاد جميع الطلبة إلى بذل الجهود في تحصيل مزيد من العلم لما له من فضل على الفرد والمجتمع، فبالعلم تبنى الأمم وتزدهر. كما دعا في كلمته الجميع للدعاء لرئيس الجمهورية وحكومته بالسداد والتفيق لمار  فيه خير البلاد والعباد.
ووجه الدكتور نصيف الشكر إلى السفير عطاء أفندي، سفير جزر القمر بمصر والمندوب الدائم لدى جامعة الدول العربية، على التعاون القائم بين الاتحاد والسفارة، والتسهيلات التي تقدمها السفارة إلى إدارة الاتحاد. وذكر أن السفير تكفل منذ انتخاب اللجنة التنفيذية الجديدة بسداد الإيجار الشهري لمقر الاتحاد، وكذلك قيام السفارة بإعلام الجهات المختصة في مصر عن استئناف اتحاد طلبة جزر القمر مزاولة أنشطته.

وفي الكلمة التي ألقاها المستشار الثقافي عبد الشكورنيابة عن السفير عطاء أفندي، نقل أمنيات السفير إلى الشعب القمري بصفة عامة وإلى الجالية القمرية في مصر بشكل خاص مهنئا إياهم بالعيد الوطني المجيد ومتمنيا للوطن مزيدا من التقدم والازدهار وأن ينعم دائما بالأمن والاستقرار.
وحث المستشارالثقافي الطلبة على الجدية والمثابرة في المسيرة التعليمية وثمن التعاون القائم بين جزر القمر ومصر المتمثل في المجال العلمي، وشدد أيضا على أهمية الاعتناء بالعلوم اللغوية سيما اللغة الإنجليزيةا التي أضحت لغة العصرفي كل مجالات التعليم. وخلال الاحتفال أدى الفريق الفني في الاتحاد عرضا فنيا ممتازا من الفلوكلور الشعبي تنوعت رقصاته بين ما يعرف محليا بـ “شيغوما، سامبيه” وغيرها من الفنون الشعبية.
وفي الخرطوم احتفل اتحاد طلبة جزر القمر بالسودان، في نفس اليوم في قاعة المركز التنويري الثقافي بعيد الاستقلال الـ 43 بحضور المهندس هاشم التركي القنصل الفخري لدولة جزر القمر بالسودان، راعي أنشطة الاتحاد هناك، كما حضر الاحتفال عدد كبير من ممثلي الجامعات السودانية وجمع غفير من الطلبة القمريين.
وافتتحت الاحتفالية بخطبة ألقاها الطالب محمد غزالي، شملت نبذة تعريفية عن تاريخ جزر القمر، وعقبه مدير معهد شروني بالخرطوم، محمد مكاوي مبينا في كلمته أهمية استقلال أي دولة، وقدم الشكر والتقدير إلى الاتحاد لما يقدمه من مجهودات كبير ومحمودة.
وخلال الحفل تم عرض عدد من الأنشطة الثقافية المختلفة، من الرقصات الشعبية وغيرها. وقبل اختتام الاحتفال تم منح عدد من الجوائز إلى الأشخاص المؤثرين في الاتحاد، كما تم تخصيص جوائز للطلاب الذين شاركوا في المسابقات القرآنية والثقافية. وفي الختام تحدث رئيس اتحاد طلبة جمهورية القمر المتحدة بالسودان، سيد محمد عن أهمية الأخوة والمحبة، كما تطرق أثناء حديثه إلى سلبيات  المستعمر الفرنسي التي أحدثت آثارا سلبية في المجتمع القمري، وقال أن فرنسا كانت تسعى لاستهاف الثقافة الإسلامية التي كانت سائدة في المجتمع، وكذلك اللغة العربية، ولم تدخر جهدا في حربها، إلى أن نجحت في محوها وفرضت لغتها وثقافتها على السكان. واختتم كلمته مقدما الشكر إلى اللجنة التحضيرية على كل المجهودات التي بذلوها من أجل إقامة الاحتفال بشكل متميز.

 

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *