ما هي حقيقة ما حدث بمدينة إكوني يوم الأحد ٢٠١٨/١٢/٩ ؟

 

بقلم / سيد موانجي
تعرضت مدينة إكوني يوم الأحد الماضي لهجوم مسلح من قبل قوات الأمن مما أدى إلى مقتل شاب في العقد الثالث من عمره، وإصابة ثمانية آخرين لم تتجاوز أعمارهم الخامسة والعشرين بإصابات خطيرة يصعب علاجها في الداخل، وقد تم نقل بعضهم بطائرة خاصة لتلقي العلاج في الخارج على نفقة الحكومة، وذالك إثر المصادمات حدثت بين شباب المدينة والقوات المذكورة عندما داهمت الأخيرة هذه المدينة في محاولة منها لاستعادة سيارتين كانت الجمارك في العاصمة موروني قد احتجزتهما، ومنعت خروجهما منها
. وعلى الرغم من أن مالك السيارتين، وهو من مدينة إكوني كان قد استكمل كافة إجراءات التخليص الجمركي وقدم المستندات اللازمة لإخراجهما من الجمارك وسدد المبالغ المطلوبة منه. ولم يبق لدى سلطات الجمارك إلا تسليم مفاتيح السيارتين، لكن المدير العام للجمارك عاد وأصدر قرارا مفاجئا يحول دون خروج السيارتين من الجمارك بحجة أنهما مسروقتان من فرنسا.
وكان القرار قد شمل حالة أخرى مشابهة بيد أن صاحبها هذه المرة من القضاة البارزين في محكمة العاصمة موروني، وهو من بلدة امْبوداجُو، فاستغل هذا نفوذه واستعان بمسؤولين أمنيين رفيعي المستوى وأخرج سيارته من الجمارك دون الالتزام بقرار السيد المدير العام. الأمر الذي دفع صاحب السيارتين هو الآخر إلى الاستعانة بمجموعة من أصدقائه من شباب المدينة لتدبير عملية تحرير سيارتيه، وعدم التقيد بأي قرار مهما كلف الأمر، كرد فعل لما فعله قاضي محكمة موروني دون أن يعترضه عليه في ذلك أحد من مسؤولي الجمارك.
ويؤكد ذلك ما سبق أن قلته في مقالي السابق أن هناك انعدام المساواة في الحقوق في جزر القمر … وفي اليوم التالي حاصرت قوات الأمن مدينة إكوني مدججة بالأسلحة لمحاولة الكشف عن مكان إخفاء السيارتين، إلا أن شباب المدينة تعاطفوا مع ذلك الشاب، أي صاحب القضية، ووقفوا بجانبه في مقاومة قوات الأمن برشقها بالحجارة، وليس بالأسلحة الفتاكة كما صدر في بيان أحد المسؤوليين من كبار رجال الدرك الوطني. وأؤكد هنا للعالم من هذا المنبر بأن البيان الصادر من هذا المسؤول لم يحتو على أية حقيقة سوى الكذب والافتراء، وأنه فقط أراد به إخفاء حقيقة ما جرى وتغطية الجريمة التي ارتكبتها قوات الأمن في حق مدنيين عزل في عمر الزهور، بعد علمه لردود الأفعال المتتالية والمنددة للحكومة ولما قامت به قوات الأمن
 . أما موقف مدينة إكوني فقد عقد أهلها يوم أمس الاثنين مؤتمرا صحفيا حضره صحافيون محليون وأجانب أوضحوا خلاله للعالم حقيقة ما حدث في المدينة، وأعلنوا عن عزمهم رفع دعوى قضائية ضد من أعطى الإشارة للقوات لإطلاق الرصاصات الحية على هؤلاء الشباب العزل.

________________________

الأراء والمقالات التي تنشر في هذا الموقع  لا تعبر بالضرورة عن مواقف إدارة ” من جزر القمر” يتحمل  فقط صاحب المقال مسؤولية آرائه

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *