أبرز التحديات التي كانت على الزعيم التعامل معه بشكل حاسم و عاجل

بقلم /محمود محمد مهموما – محلل سياسي
تمثلت فيما يلي  :
١- تأسيس نظام للدفاع عن الثورة ( كوميتي – الجيش ) يهدف إلى حماية الثورة ضد التهديدات الداخلية و الخارجية – التمرد في مدينة ايكوني نموذج – و الجيش المستعمر الفرنسي في مايوت
 ٢- التبعية الاقتصادية الخارجية و ما يترتب عليها من عدم السيطرة الوطنية على بعض الاقتصاد الوطني – هنا اعتمد الزعيم على سواعد أبناء الوطن في بناء اقتصاد زراعي دون الحاجة إلى طلب العون من الحكومة الفرنسية
 ٣- المحافظة على حماسة اللجان الكوميتي و الحماسة الشعبية من أجل تحقيق الأهداف الاجتماعية و الاقتصادية و السياسية لخطة التنمية مع اللجوء إلى الإكراه في كثير من الأحيان
 ٤- التثقيف السياسي الشامل من خلال خطاباته الجماهيرية
 ٥ – الأنشطة العدائية المعلنة أو الخفية التي استهدفت زعزعة الاستقرار ( السحر و الشعوذة و العادة )
  ) لقد كان الهدف الأول لبرنامج الزعيم في مجال التنمية الشعبية في ١٩٧٥-١٩٧٨- أن تقود الدولة الجديدة جهود تحقيق التنمية المستقلة من خلال سياسة الاكتفاء الذاتي في مجال الغذاء ، هذا ما جعل الزعيم يفرض نظاما لملكية الأراضي الخاصة و توزيعها إلى المزارعين ، و قيام الدولة ببناء المؤسسات الاستهلاكية الوطنية و إنشاء البنية التحية للدولة و إقامة مشاريع محلية ذات مردود سريع – مزارع الدواجن
 المرأة في الفكر السياسي للزعيم : اهتم الزعيم بالمرأة القمرية و نظر إليها كنصف للمجتمع و عنصر حقيقي في نجاح الثورة، وفر لها كل الوسائل الممكنة لتشارك الرجل في مسيرة بناء الدولة الجديدة ، في خطاباته الجماهيرية اعتبر المرأة في قلب عملية التنمية الوطنية ، رأى أن مشاركتها إلى جانب الرجل ضرورة أساسيات من أجل انتصار الثورة ، كان يهدف إلى خلق عقلية جديدة لنساء جزر القمر ، كانت المرأة تشارك في جميع مستويات التنمية – في الجيش و في لجان الكوميتي – في الزراعة و الحرف اليدوية إلخ ،،
الاعتماد على الذات  :
رأى الزعيم أن الاعتماد على الذات يعني ضرورة توحد الشعب في فكر واحد تخص قضايا التنمية و إعطاء الشعب القمري الثقة في نفسه لكي يتمكن في نهاية المطاف من بناء دولة جديدة يحيى الجميع في كنفها و تعم الأمن و الاستقرار و تتحقق السعادة ،و هي الثمن الغالي الذي يجب على الشعب القمري دفعه من أجل بلوغ هذا الهدف السامي
 ماذا بقي من ميراث الزعيم :
تعددت الآراء القمرية في الحكم على تجربة الزعيم علي صالح متساشيوا ،
الاتجاه الأول : يرى أنه مثالي حالم بعيدا عن أرض الواقع و غير مكترث بالعوامل الموضوعية التي تفرضها البيئة القمرية الداخلية (نظام العادة في المجتمع القمري )  و الخارجية الدولة الفرنسية ، على حركته الثورية السياسية مما أدى إلى وجود معارضين له في الداخل من طبقات مختلفة من المجتمع القمري ، وكان ذلك سببا في اغتياله ،
الاتجاه الثاني ؛ يرى أن الزعيم كان يمتلك كل سمات القائد الكارزمي الذي استطاع في فترة وجيزة أن يمتلك قلوب أبناء الوطن ،
أما أنا فأرى أن القائد علي صالح كان قائدا ثوريا غير عاديا آمن بمبادئ و آليات التغيير الثوري لقد كان صاحب رؤية و بصيرة بعيدة المدى ، لم يكترث على تبني الحلول التقليدية السهلة في بناء الدولة ، لم يؤمن الإصلاح التدريجي إنما كان غايته النهائي بناء دولة قوية غير تابعة و مجتمع جديد لا يربطه أي رابط  بالمستعمر الفرنسي ، حث على تعليم الابناء في المدارس بأن العدو الاول و التقليدي و الأزلي هي الحكومة الفرنسية وسياستها اتجاه الدولة القمرية و ليس الشعب الفرنسي،
 لم يكن القائد علي صالح طوباوية يحلق بعيدا عن الواقع ، حيث من خلال فترة سنتين التي قضاهما على رأس السلطة تمكن من أن يضع المبادرات و الأفكار موضع التنفيذ ، فعل ذلك من خلال إقناع طبقة الكادحين من بسطاء الشعب القمري ، أن لديه القدرة على التغيير ، كان له مهارات استثنائية في الفصاحة و الخطابة ،طابق أفعاله أقواله ، كان دائما الاختلاط بالمزارعين و الكادحين ،
 جنون القائد الثوري :
مكن جنون القائد علي صالح الثوري أن تحقق بلاده إنجازات كبيرة في فترة زمنية قصيرة ، هذا ما أستنتجه أنا، أن بلادنا اليوم بحاجة إلى قائد يستطيع فهم التحديات التي تواجه الدولة و الشعب ، و يمتلك رؤية للعبور إلى المستقبل ،
 قضايا لم أجدها في خطابات القائد :
بحثت في خطابات القائد علي صالح عن القضايا التالية فلم أجد تفصيلا لها في معظم خطاباته التي سمعتها و اعتمدت عليها في كتابة هذه الورقة البحثية
 ١-محددات لسياسته الخارجية فلم اجدها ، و لا أدعي أني سمعت إلى جميع خطابات القائد علي صالح لربما هناك في بعض خطاباته ما يشير إلى نهجه في السياسة الخارجية ،
 ٢- آلية محاربة الفساد الإداري ، لم أجد في خطاباته إشارة لذلك ،
 ٣- نظام المحاكم  ،
 ٤- العلمانية ( تحدث عنها القائد علي صالح و لم يقدم شرحا تفصيلية لها – قوله أن رئيس الدولة ليس له دين معين وكذلك الدولة – إلخ ) و في المحصلة هكذا قرأت الفكر السياسي للقائد علي صالح و بكل تأكيد هناك جوانب في سياساته اتسمت بالإيجابية و جوانب أخرى اتسمت بالسلبية ، لكنني قصدت أن أركز على الجوانب الإيجابية في فكر القائد علي صالح كوننا بحاجة إلى قراءة التجربة الفريدة التي مرت على دولتنا و كانت ناجحة نوعا ما، لنستخلص العبر و الاستفادة منها ، على أمل أن يسلط الضوء آخرون على الجوانب السلبية للقائد علي صالح متساشيوا ، ليتفادوها قادة المستقبل
أقول قولي هذا و أتمنى الخير للوطن

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.