إعادة قراءة المقروء ..

*المدارس الفكرية السياسية القمرية
تتنازع المجتمع القمري السياسي اليوم في موضوع إدارة الدولة مدارس فكرية ثلاث :
المدرسة الفرنكوفونية : ترى أنها الوريث الشرعي و الأحق في إدارة الدولة و الأجدر بإدارة الملفات العالقة بين الحكومة الفرنسية و ذلك أن:
٠بنية النظام السياسي في الدولة مستمدة من الفكر السياسي الفرنسي
٠ وجود عناصر مشتركة بين المدرسة الفرنكوفونية و الدولة الفرنسية – اللغة و الثقافة و الإرث الاستعماري – على الرغم من أن المدرسة الفرنكوفونية في معالجتها قضايا التنمية و الاستثمار تتجه نحو الشرق العربي نتيجة انسداد هذا الجانب من قبل الغرب الفرنسي .
و أدوات تحقيق هذه السياسة
– الأيديولوجية الدينية المشتركة
– العروبة كعنصر جامع و مشترك بين الدول العربية لعل من أهم منجزات المدرسة الفرنكوفونية أنها استطاعت إدارة هذه الملف بطريقة لا يتعارض مع مصالح الدولة الفرنسية
*المدرسة العربية : ترى أن التوجه إلى العالم العربي كأولوية في السياسة الخارجية القمرية و التركيز الأكبر في تمتين العلاقات العربية القمرية لما لها من نقاط مشتركة و بأن الدول العربية تمتلك من القدرات ما يمكن أن تساهم في نهضة الدولة القمرية و ترى أنها الأقدر في إدارة هذا الملف و هذا يتطلب وجودها في رأس السلطة و ترى أنها تمتلك من الأدوات لتنفيذ تلك السياسات
٠ اللغة و الثقافة :فهي تتقن هذه اللغة كوسيلة للتواصل
٠ المعتقد الديني : المشترك بين الأقطار العربية و ترى أن العلاقات القمرية الفرنسية هي علاقات تبعية أكثر ما هي علاقة ندية كما هي بين الدول العربية و القمرية
*المدرسة الحديثة : ترى بأن الجمع بين المدرستين الفرنكوفونية و العربية العمل على التوازن في تقسيم السلطة ( مسؤولي الدولة من المدرستين مع التركيز على تفوق المدرسة الفرنكوفونية في المناصب السيادية )
* شريك آخر في للعبة
إن الحديث عن السلوك السياسي لقيادة المعارضة القمرية من المواضيع الغير مريحة و المقلقة لما شهده المجتمع القمري من حراك شعبي و احتجاجات مطالبة بتحسين الأداء الحكومي و التغيير الجذري
إلا أنه عند النظرة الأولى في واقعنا الاجتماعي و السياسي يتحتم علينا التوقف عن دغدغة العواطف و إظهار قيادة المعارضة بصورة المظلوم دائما ، فبالأمس القريب شاركت تلك القيادات في إنتاج بؤرة فساد في الدولة و المجتمع ، إفساد في المنظومة التعلمية و التربوية و الأخلاقية و القضائية ، وصولا إلى اعتبار الفساد السياسي أسلوباً لتحقيق المكاسب وقضاء الملذات الملحة الشخصية فالرشوة مثلا في ثقافتهم هي أسرع طريق لإشباع حاجات غير مشبعة و هي شكل من أشكال الفساد بلا شك، لم تؤمن أن الضغوطات و التوترات مفيدة لتطور الإنسان و نضوجه ، لكنهم في أول تجربة حقيقية أطلقوا شعارهم “أنا في القتال ما جربت حالي لكني في الهرب كالغزالي
 *مراجعة نقدية للمجتمع القمري 
نحن الشعب القمري طيب بقدر ما نعشق الفساد و نَقْبلُ بكل مظاهر الفساد و نتفنن في إعادة صياغة المصطلحات البراقة و المنمقة لتزين الفساد ، فالقيادات و النخب في مجتمعنا الذي نرمي إليهم اللعنات الإلهية و لا نفرق بينهم و بين الشياطين هم نتاج ثقافة المجتمع، ومن اليقين أنهم لم يأتوا من كوكب آخر ، إنهم يمتلكون طبائع الفساد نفسها التي تعشش في نفوسنا ، تنشئتنا الاجتماعية و الثقافية السياسية واحدة ، لا فرق بيننا و بينهم إلا أنهم كانوا في السلطة أو مازالوا فيها و نحن لم يحالفنا الحظ بعد ، و لا شك أنه لو وصل أحدنا إلى ما وصلوا إليه لتحول إلى مسؤول من طراز فرعون و أبي جهل
 *رجال الكلمة ( المثقفون و الدعاة )
لا يمكن أن يتطور مجتمعنا القمري بدون إعادة قراءة معمقة للمنظومة القيمية و التقليدية و المقدس، قراءة نقدية و تنقية ، فرجال الكلمة هم الذين يضيئون بعلومهم و ثقافتهم المجتمع و المستقبل أولئك الذين يبنون الإنسان قبل الحجر ، لكن المشكلة الحقيقية هي الزواج المقدس بين رجال الكلمة و السلطة فقد جعل هؤلاء علومهم و ثقافتهم شيئا مريحا للبازار مما ظهر في مجتمعنا طبقة المؤلفة جيوبهم من رجال الكلمة ، يصفقون في وجه الظالم و يبصقون في وجه المظلوم ، رجال الكلمة الذين يدينون بالولاء لسلطة ما أشبه بالآلهة التي تفشل دائما لأنها تحقق مصالحها على حساب مصالح المجتمع ،فطبيعة بعض رجال الكلمة اليوم في مجتمعنا لا تشهد تحسنا سواء أكانت في القصر الفخم أم في الكوخ الحقير
* حق الرئيس الإلهي
( تُؤْتِي الْمُلْكَ مَن تَشَاءُ ) ( وما تشاؤون إلا أن يشاء الله) هذه الآيات الكريمة كثيرا ما يتلوها فخامة الرئيس على مسامع الشعب القمري العظيم، حق الرئيس الإلهي -نظرية دينية سياسية ، يعنى أن الله منحه سلطة سياسية دنيوية بشكل مؤقت يحكم الدولة بشرعية مستمدة من الله بشكل غير مباشر عن طريق إلهام الله للشعب القمري باختيار مرشح ما عبر انتخابات يشارك فيها جميع الشعب لتنفيذ أمر الله ، فإن مخالفة الشعب في اختيار الأفضل تستوجب تدخل المشيئة الإلهية و بتوفيق من الله نفسه يلهم الحكومة بسرقة نتائج الانتخابات كتصحيح المسار ، ويُعتبر أي نوع من العصيان والخروج عليهم ذنبا بحق الله ، ،
إن التفسيرات التي يسردها فخامته تروج الخرفات و تثبت وضعا قائما ، الرئيس يقدم تفسيرات دينية تحمل الشعب على قبول الأمر الواقع و رسخ اعتقاد أن الوضع الراهن من صنع الله ، و أن هذا مصير محتوم و مقدر ، أرى أنه تفسير ديني تخديري ، يلهم الشعب عن عدم نقد أي وضع هم عليه ، فلا مجال هنا للنقد أو الاعتراض ،الجميع بحسب التفسيرات الواردة ليسوا مسؤولين عما حصل و يحصل ، لأنه خارج عن دائرة قدرة الشعب ، و يدخل في نطاق إرادة الله و مشيئته ،
لذلك لا مجال للشكوى عن الوضع السياسي و الاجتماعي و الاقتصادي و التعليمي، لأنه من صنع الله ، و لا مجال للألم لأن الجزاء في مكان آخر في جنة الخلد الذي و عدها الله للصابرين و ليس في هذه الدنيا الفانية ، ولذلك فالشعب القمري بكل أطيافه مطالب بالصبر و مزيد من الصبر لكي ينال مضاعفة الجزاء و الأجر الوفير ، (إِنَّمَا يُوَفَّى الصَّابِرُونَ أَجْرَهُم بِغَيْرِ حِسَابٍ)

كل الآراء الواردة يتحمل الكاتب فقط مسؤوليتها 

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *