إبحار _ بمركب كورونا

فليخبرنا كل من يبحر معنا الآن ماذا استفاد من هذا الدرس العالمي المهيب _ كورونا _؟؟؟؟
عن نفسي اقول :
… نظرت في المرآة فأحسست بأنني أقف أمام بحر لايملك أمواج ولا أصوات والماء فيه بلا حراك ، ووجهي فيه يبدو على نحو غريب !! كيف ؟ وقد كان وجه متجرد الملامح لايحمل غير الهموم و جراح نفسه … وكلاهما لايندمل إلا بإحدى قوتان جبارتان ..إما قوة الحب وإما قوة الموت .
ياإلهي .. هاهو شريط ذكرياتي يريد إستعادة نفسه أمام ناظري .
،وترجمته تقول : عندما إنقشعت لي صور الأماني العذبة إكتشفت أنها ماكانت سوى مقدمة لطيفة لحياة صعبة الخطى وترياق لإمتحانات دنيوية مبهمة الأسئلة وإعداد لشخصي من أجل تنازلات كبيرة ماكانت في الحسبان ..
فجرفتني موجة الأحداث نحو شلال عال وهائج كأنني وردة حمقاء سقطت من شجرة قرنفل نمت على أجفان الشاطئ وعند السقوط يعجز الساقط عن إيقاف نفسه فيتابع طريقه نحو مصيره ..وكان مصيري بحر يموج بالمفاجئات ،ألآف البشر واللهجات والمواقف والأراء والتحديات والعقبات والابتلاءات ، فقابلت كل ذلك بصبر وحكمة رغم الحيرة والأوجاع وتعدد الجراح في بعدي .. ودموعي هي من يحكي عني وعن أشياء ضاعت مني في عرض بحر لايرافقني فيه سواي .
، فكانت الكلمات والمفكرات اليومية ودعوات أهلي وأحبتي وقبلهم إيماني المطلق بالله وأقداره هم قارب نجاتي . . .
ولا أشك بنجاحي في الإبحار ،وأنا سعيده بكل مامررت به من تجارب قاسية إذ لم أخرج منها إلا وأنا بقوة الحب والإيمان أكثر إتزاناً وأكثر صلابةً وعناداً وإستعدادا للآتي وأكثر تمسكاً وتماسكاً بإنتظار الفرج.
سُئل الإمام الجنيد رضي الله عنه :
كيف أعرف البلاء هل هو عقاب من الله
أم كفارة أم ارتقاء ورفعة ؟
فأجاب :
إذا غضبتَ فهو غضبٌ من الله وسخط، وإذا صبرتَ فهو كفارة، وإذا رضيتَ فهو ارتقاء ورفعة بإذن الله.

الكاتبة والشاعرة نهى إبراهيم سالم

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.