رحيل صيف أمين من الحكومة: استقالة أم مهمة سرية جديدة؟

08/05/2020
أراد غزالي وحكومته صناعة ذلك حدثًا لكنه كان مجرد ظاهرة ثانوية.
لقد انتشرت أنباء استقالة صيف الأمين من الحكومة بشكل سريع ومثل أي دكتاتورية منهارة تتسرب أمور كثيرة من داخل السلطة:
  • أمين لا يتوافق مع شيخان( وزير المالية) وعيدروس( أمين عام الحكومة)، وهما موضع ثقة وحماية غزالي.
  • انتهت «إجازته للتفرغ» في الأمم المتحدة؛
  • يغادر الحكومة لأسباب صحية…
وحرص أمين من خلال مقابلة صحفية مع “الوطن” على توضيح موقفه بأربع نقاط:
  • أنهيت مهمتي التي تم تحديد اختصاصاتها بوضوح وبطريقة تعاقدية.
  • كنت واعيًا وأتحمل المسؤولية عن كل ما حدث من: الحوار الوطني، والتشكيك في اتفاقية فومبوني وكل النظام المؤسسي، وإجراء الاستفتاء والانتخابات الرئاسية، وكل الإنجازات على المستوى الدولي.
  • ليس لدي أي تكليف محدد في الأمم المتحدة، أنا فقط مسجل في مكتب التوظيف، لكن في هذه المرحلة وبلغة سياسية صحيحة نستطيع القول: «أنا جندي احتياطي» وإذا أتيحت هناك وظيفة فإنه يمكن استشارتي؛
  • إذا كلفني أحد آخر بمهمة في البلد فأنا مستعد لتوليها.
الواقع مختلف تمامًا: تجد الدكتاتورية في مأزق داخليًّا؛ لقد فقدت كل أنفاسها، ولم يبق لها إلا منفذ واحد، ما يشبه هروب المتهور إلى الإمام من خلال تشديد القمع واصطفاف الجميع.  أعيد تشكيل مجموعة النظام حول أسرة ( بيلو وكيكي) التي تخضع لسيطرة النسل القوي ( لابني غزالي): « فتوح في الجانب المدني ولقمان قائد القمع العنيف والمسلح»، و الآخرون المتذبذبون، ضعفاء النفوس، ليس لديهم حق المواطنة: يجب علي بيلو وكيكي طي الخلافات والموافقة على تقاسم فتات الغنائم المتبقية، لبيلو ومجموعته في حزب الاتفاق من أجل تجديد جزر القمر، والمجلس الوطني( مجلس النواب)، ولكيكي وجماعته حزب «البرتقال» والبلديات. أما مسيدي فليس له إلا الالتزام بالصمت. وقد استدعي حزبه «راضي» إلى الانضمام إلى حزب الاتفاق. كما يجب على أنيس في أنجوان وجميع الآخرين الوقوف باهتمام وممارسة تمارين رياضة المضخة باستمرار من أجل التغلب على 2021، وفي جزيرة موهيلي فاضل راقد في الفراش، أما في جزيرة “نغازيجا” فإن فروة صورة تمثيلية لمصلحة “مدام” غزالي…
 وعلى المستوى الدولي، وضع الدبلوماسي أمين، وهو مع غزالي وفريقه، جزر القمر في موقف لا يمكن السيطرة عليه. لأن الجيوسياسي العالمي لا يقبل حيل المتدربين السحرة، ويوصي الدول مثل دولتنا بإثبات الحنكة اللازمة للتعامل مع التوترات الدولية الراهنة ومعرفة كيفية الحفاظ على التعاون والتنمية.
وبالأمس، أمين بصفته تابعًا جديدًا أوصى بالقطع المدمر للعلاقات مع دولة قطر، وها هو اليوم يترك غزالي بعد أن أعد الأرضية والعناية بقطع العلاقات مع تركيا بحسن نية دولة ثالثة على حساب المصالح القمرية، ليعلن أن نجاحه الكبير يتمثل في التمكن من بلورة انطلاقة جديدة للعلاقات مع فرنسا ورفع مستوى المساعدات إلى 50 مليون يورو سنويًّا، ولمدة ثلاث سنوات، وذلك في إطار اتفاقية العار الموقعة مع ليدريان. وأضاف قائلًا:« سأبقى متاحًا إذا كلفني شخص آخر بمهمة للبلد» فهل هذه استقالة؟ إنها بالأحرى بكارة جديدة (تجديد الشرف) لن تفشل شبكات التواصل الاجتماعي في السخرية منها.
من هو أمين؟
هو صديق النظام الحاكم الذي يتحمل كل شيء؛ التلاعب الانتخابي، والاستفتاء المزور، وتعيين رؤساء البلديات والممثلين في البرلمان، المساومة الدبلوماسية على حساب مصالح بلادنا، والاغتيالات وجرائم القتل التي تحل، والاعتقالات التعسفية، وغياب العدالة والحرمان من الحريات الأساسية ؛ وحتى مجرد حرية الاحتفال باليوم ٦ من يوليو بكرامة دون عنف هو نفسه جريمة يستحق إرسال الجيش لحصار مدينة بكاملها وتركيعها على ركبتيها لمدة ٤٨ ساعة، اتهمت زورا بأنها متمردة.
إنه يتحمل كل شيء، وهو أجندة معروفة منذ عام 2017، ويظهر بكل فخر أن كوفيد 19 هو فقط الذي جاء للإزعاج.
وبعد قيامه بمهمته لهدم الدولة والتي يزعم الانتهاء منها قام النظام بتكريمه والاحتفاء به وتوشيحه بأعلى وسام في الدولة برتبة « قائد الهلال الأخضر في جزر القمر»، لكن لماذا الاستقالة إذن؟ هل نزل بالفعل من المركب؟ ألا تخفى خلف هذه الاستقالة مهمة جديدة؟
الجواب فريد: يتصدر كل من أمين وغزالي أجندة الديكتاتورية، وتقسيم المهام واضح في هذه الفترة الحاسمة للبلاد ومستقبل السلام والوحدة.
من الخارج، يعطي أمين لنفسه وسيلة أفضل لتسويق نظام في حالة الاحتضار لا يستطيع فعله من الداخل، ويمكنه ( ولا نعلم إطلاقا) أنه في حالة وجود صعوبة في الاستعداد لخروج غزالي. قدم إلى الداخل وقدم أخرى هي دبلوماسية أمين، يخدع الجميع ولكن كما يقول المثل: يمكنك خداع شخص كل وقت، ويمكنك خداع كل الناس مرة واحدة، لكن لا يمكنك خداع جميع الناس في كل الأوقات. الدكتاتورية في مرحلة انحدارها لا شيء يتمكن من إيقافها لا القمع ولا حتى أكاذيب الدولة.
وهذا التسريب يمثل بالتأكيد حقبة جديدة، حقبة المنفيين من السلطة، يريد أمين إنقاذ سمعته بعد فوات الأوان. وآخرون سيتبعون…. لمن الدور؟

بيان/ تقارب الحركات من أجل الجمهورية ودولة القانون

COMRED 

كل الآراء الواردة في المقال يتحمل الكاتب فقط كامل المسؤولية 

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *