طرح و اعتذار

ابتداءً بحمد الله الذي أشرقت الدنيا بنوره ، و أسبغ علينا جلابيب نعمائه ، و فضلنا على كثير ممن خلق تفضيلا ، نحمده حمد الشاكرين ، و نقر له تقصيرنا نحو أوامره التي لم نأتمر بها ، و نسأله الغفران و العفو ، إنه على ما يريد قدير ، و أتلو الصلوات و التسليمات على مبعوثه رحمة مهداة للعالمين ، النبي العربي الهاشمي العدناني ، سيد ولد آدم قاطبة ، و أصلي على آل بيته الطاهرين و أصحابه الأطهار الأتقياء ، و بعد  :
أقدم اعتذاري إلى كل من كان في قلبه شغف للعربية ، و لكل ما يمس هذا اللسان الطري الشريف عما بدر من غير قصد مُغَيَّبٍ في آبار الصدور ، لكنها الدنيا ، ساعة فيها انفراج ، و ساعة يجرجر المرء في أخاديد الضيق ، و قد عهدتكم كرماء الأيدي لمن قصد بابكم يلتمس منكم العذر فأرجو أن لا أُخَيَّب في حسن ظنونكم   !
قد استدارت الأيام كما عهدتُّها قبلُ – و لله الفضل و المنة – و عادت الرغبة ، و تجدد العهد الذي قطعته  بيني و بين  نفسي وبين لغتنا العظيمة في دبور الأيام و الليالي ، و قد عزَمتُ – أسأل الله أن يثبتنا على العزائم التي فيها صلاحنا – على أن يكون النشر في هذه المرة عبارة عن سلسلة فوائد نحوية منتقاة من أقوال العلماء ، و من مصنفاتهم التي تتقطر منها الدرر و اللآلي ، و أوسم لكل فائدة بـعنوان  ( دقيقة نحوية)  فآمل أن يقع الطرح موضعا حسنا في أنفسكم ، و أن تعم الفائدة على الوجه المطلوب ، و الله من وراء القصد ، و هو حسبي و نعم الوكيل  !

 

عفيف إسماعيل يوسف  

طالب دراسات عليا في اللغة العربية وعلومها- جامعة الأزهر

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *