عفواً غزة !!

 في كل مساء أتكئ على ساعدي وأطلق خيالي في مملكة ليل لم يصل أبداً لمرحلة فطام وأتساءل: ماذا لو يسمح لي بالمرور عبر مكمن خواطره! عبر مجاهل عقله الباطن ؟
ماذا لو أجتازه وأقطع مسافاته اللامرئية ثم أتوقف لحظة لأتطلع إليه من الداخل؟ ترى ماذا سأرى ؟؟ أيها الليل المسافر في دهاليز الوقت ! إلى متى تحملني على عاتق راحلتك متاعاً وزاداً ونديماً ؟فأرحل بك حلماً وغواية تيقظ في طبيعتي الفضول ليستغيث بإجابات لعلامات استفهام هاربة من كينونتها ونفسها وظلها ومني .
_؟ علامة الاستفهام الأولى…. غدر بلا إجابه !!!
لن تسمح لي بالمرور عبر مكمن خواطرك ومجاهل عقلك الباطن، فأنت تعرف الحقيقة التي نتثاءب وندّعي النعاس حينما نراها كي لا نراها .. خوفاً لا نزفاً.. من عهد كان فيه للأنا العربية حضور وللإنسانية نور ..ونحن الآن في الغياب، في مساء الاحتضار، في بداية النهاية منذ سنين.
-؟ ؟ علامة الاستفهام الثانية…. جرح بلا إجابه !! لن تدعني أجتاز مسافاتك اللامرئية لأتطلع إليك من الداخل لأنك كتبت بالدم على جدرانك الموجوعة الحالكة أسماء مدن قتلتها الغفلة وكفّنها الخنوع، فرسمتْ لوحاتك بشرايينها النازفة وعلقتها في معارض رسم لا يدخلها إلا الشهداء قبيل الاستشهاد فيقتنوها لتوضع على شواهد قبورهم والزمن، كي لا يغيب غيابهم عنا ونحن في غيبوبتنا في عز النهاية . _
؟ ؟ ؟ علامة الاستفهام الثالثة// صرخة بلا إجابه !!
سأرى غزة ..
سأرى كيف الذبح بعد السلخ، وصرخات الزيتون والرمان و الإنسان ، ،
عفواً غزة يا صغيرتي يا شبيهة أمك.. عشتي وحدك فهل ستموتين وحدك؟ صوتك مبحوح وقلبك مجروح ..فأبشري ، لا نملك بعد دعائنا إلا الحزن و زوبعة احتجاجات في فنجان مكسور ، و دراما ستحكي مأساتك وقصائد ، وأغانٍ ، وبعض إغاثات ستضيع من طعم الموت الحوجة  إليها ، ومؤتمرات ، وملتقيات و و و و……إلخ وماذا سيفيد السوط بعد الموت ؟؟
 كلمااااااااات كلمات ..
لا نملك إلا الكلمات ..
وماذا تنتظري من أمة تغير جلدها عشراااااات المرات ؟
 تقتل نفسها عشرات المرات !!
 لا تنتظري غير الله ..
أنت السابقة ونحن سنلحق بك يا غزة ،
أنظري هنالك في ذاك الليل من الداخل ..
ألا ترين تلك الاسماء المنتظرة ختام نهايتها ذُلاً ودمار ؟؟ .
؟؟؟؟؟؟؟…..علامة الاستفهام ال 10000000000000 …..
كم سؤال بلا إجابة سأكرره في مملكة كل ليل بتلك التفاصيل يا غزة ؟؟
 رحماك يااااا الله .

 

بقلم نهى ابراهيم سالم

كل الآراء الواردة في المقال يتحمل الكاتب فقط كامل مسؤوليتها

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *