المعارضة المهاجرة إلى فرنسا أخطر من النظام في جزر القمر

عندما تناضل ضد الاستبداد وأنت في فرنسا، وتعلن ليلا ونهارا أن النظام فاسد وانتهت صلاحيته، وأن غزالي قاتل مأجور يستحق أن يحاكم، وتحرض الشعب على الخروج في مظاهرات، وتصف المتضامنين مع النظام بأنهم مجموعة من العملاء وأعداءٌ للوطن، وأنت تعيش في حضن العدو الأكبر والمستعمر الغاشم لهذا الوطن، فأعتذر بالقول بأنك تكذب وتعرف أنك تكذب وتريد أن نصدق هذه الأكذوبة التي تروجها لمصالح شخصية لا علاقتها بالشعب ومظلوميته، مع العلم أنك والنظام وجهان لعملة واحدة.
لا تزال المعارضة القمرية المهاجرة إلى فرنسا تدعو الدول والمنظمات الدولية إلى التدخل لإسقاط النظام، وتطلب من فرنسا (الراعية الرسمية لمعاناة هذا الشعب المسكين) التي تغذي الصراعات، وتخلق الانقلابات بهدف نهب ثروات هذا البلد المسكين بالتدخل في الشأن القمري.
أنت بذلك تعمل على خراب الوطن وزعزعة استقراره لصالح الاستعمار، إذا كنت لا تدري، فتلك مصيبة أما إذا كنت تدري فالمصيبة أعظم.
هذا الأمر يجب أن يعيه ويعلمه المواطن القمري أن مخطط العدو يريد أن يقسم هذا الشعب إلى جماعات وأحزاب متناحرة إلى الأبد، من أجل إبقاء ثروات هذا البلد على يديه. الشعب يطلب رموزا وطنية لتكون دفاعا عنه من أجل الديمقراطية والكرامة الوطنية.
وعليه، فلابد للرموز الوطنية السياسية المهاجرة أن تتحدث بلغة صادقة مع الشعب “ولا تركنوا إلى الذين ظلموا فتمسكم النار وما لكم من دون الله من أولياء ثم لا تنصرون”.
وتنفك يدها مع فرنسا لأنها عدو الديمقراطية القمرية في الماضي والحاضر والمستقبل، وحان الوقت أن تتلاحم الرموز الوطنية من أجل مصلحة جزر القمر، ونبني وطنا بالاعتماد على المواطنين المخلصين رجالا ونساء لتغيير حالة المآسي والأحزان والحرمان إلى نجاحات وتقدم لصالح الوطن والمواطن.
إن تمتع القادة المهاجرين برواتب شهرية مجزية من الصندوق الفرنسي، في الوقت الذي يعيش هذا الشعب المسكين في فقر و أحزان، ويموت في المياه وسط قوارب الموت تعد مشاركة في قتله، لأنهم لو ساعدوا هؤلاء الشباب لما غامروا بحياتهم وركبوا قارب الموت الذي لا يرحم للأسف.
المعارضة تبيع قضايا الوطن لأنها جزء من المشكلة، لأن بعض القادة المفرنسة أثرياء ما يجعلهم قادرين على أن يعطوا المواطن، ولا تبيع فيه من أجل هدايا رخيصة التي تحصل عليها من العدو الذي لا يريد أن يرى هذا المواطن ينعم بالخير والرخاء، ما لا يجعله مضطرا أن يبيع نفسه وكرامته.
لهذا، فالقضية هي قضية عيش واستقرار في هذا الوطن والشعور بالانتماء، والدفء والإحساس بالكرامة. ليست الحرية أن تعيش أرضًا فقط، ولكن الأرض والحق معًا .. فإن كنت مع الشعب ومعاناته فالحق معك.

سلطان يوسف رسول

باحث في التاريخ القمري المعاصر

كل الآراء الواردة في المقال يتحمل الكاتب فقط كامل المسؤولية

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *