من جزر القمر

الطفل والتربية الجنسية

التربية الجنسية:  هي تعليم الولد وتوعيته، ومصارحته منذ أن يعقل القضايا التي تتعلق بالجنس، وترتبط بالغريزة ، وتتصل بالزواج ، حتي إذا شبّ الولد وترعرع ، وتفهم أمور الحياة عرف مايحل وعرف مايحرم”.

   والتربية الجنسية مشروع جماعي قال (ص) :”كلكم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته” فالبيت ،والمدرسة، وأجهزة الإعلام، والأندية، جميعها مسؤولة عن هذا البناء الحضاري للأمة، ومتي تخلف المجتمع بأفراده، ومؤسساته عن القيام بهذا الدور فإن الجميع موقوف للمساءلة بين يدي الله ، قال تعالي :”(وقفوهم إنهم مسئولون)”.

وبما أن مرحلة الطفولة هي حجر الأساس في بناء شخصية الإنسان، وكما أشارت العديد من الدراسات النفسية إلي أن كثيرا من المشكلات والاضطرابات والانحرافات السلوكية التي ظهرت في الكبر تعود إلي ما تعرض له الطفل من مواقف حياتية خلال فترة الطفولة، وهدفي وراء هذا المقال محاولة رائدة لتوجيه المزيد من الاهتمام بالطفل وتربيته تربية جنسية سليمة.

المشكلات النفسية وعلاقتها بالانحراف الجنسي

    إن أطفالنا  في بلدنا الإفريقي الجميل يعانون من مشكلات كبيرة مصدرها المجتمع والأسرة، فالرفض والإهمال والإسراف في الحماية والتوتر والنزاع وغياب التربية الجنسية الصحيحة ، والتناقض في المفاهيم والقيم والسلوك، والعقاب البدني، والفقر والتخلف الثقافي الاجتماعي الاقتصادي التربوي ،  وعدم تقدير واحترام شخصية الطفل، تؤدي كلها إلي أفراد خائفين قلقين تنقصهم الثقة بالنفس والاعتماد على نفسها، وتدفعهم إلي ارتكاب أخطاء لا يتناسب مع أعمارهم و أخطرها الانحراف الأخلاقي. وللبيوت المفتوحة له دور كبير في هذا الجانب.

القابلية  الوراثية للانحراف الجنسي:

الصفات الوراثية: حيث يحمل الوالدان عادة صفات أخلاقية ومزاجية وإدراكية قد تنتقل وراثيا إلى الأبناء والسلالة اللاحقة، كالغدر والعدوانية، والخوف والبخل، غير أن ما يعنينا هنا هو تأثير الحالة النفسية للوالدين في تكوين قابلية للانحراف الجنسي عند الأبناء. ومن هنا أوصى المشرع بعدم تزويج  البغي إلا مثله، والمرأة المستعلنة بالزنى حتى يعرف عنها التوبة. لهذا الانتقاء الزوجي ضرورة لمنع نمو استعداد وراثي للميل للجنس المحرم.

.الرضاعة: تنتقل المكتسبات الوراثية للانحراف الجنسي عن طريق المرضعة، سواء أكانت أم أو امراة أخرى تطَلّب الموقف أن تقوم بعملية إرضاع الطفل، حيث تسهم هذه العملية في نقل صفات سلوكية للمولود، والخطر في المرضعة يكمن في انتقال حماقتها وانحرافها، ومانبت من لحمها، ودمها، عن طريق لبنها إلى الرضيع، إذ تسهم عملية الرضاعة في تكوين قابلية الانحراف واستعداداته المسبقة. ومن المحتمل أن تهيئ هذه العملية تربة للميل إلى الانحراف الجنسي في نفوسنا، ولهذا يمكن القول إن خطورة انتقاء المرضعة يمثل جزءا من عملية تخير الزوجة وانتقائها. يوصينا المربي الأول  (ص)قائلا:”توقوا على أولادكم من لبن البغية والمجنونة، فإن اللبن يعدي”.

وصدق الشاعر حين قال:

وهل يرجى لأطفال كمال                 إذا ارتضعوا ثدي الناقصات.

ومن الآداب التي  يجب أن يتعلمها الطفل في هذا الإطار:

1.الاستئذان:قال تعالي:

 وَإِذَا بَلَغَ الْأَطْفَالُ مِنكُمُ الْحُلُمَ فَلْيَسْتَأْذِنُوا كَمَا اسْتَأْذَنَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ ۚ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ

2.عدم إظهار زينة المرأة للطفل الذي يطلع على عورات النساء: وقد بين القرآن الكريم من أدب تربية الطفل عدم إظهار زينة المرأة للطفل الذي يطلع على عورات النساء.

3.التفريق بين الأبناء في المضاجع: فقد جاء في توجيه الرسول (ص) للوالدين بالتفريق بين الأولاد في المضاجع لقوله عليه السلام: ” وفرقوا بينهم في المضاجع” فلا يسمح لمن بلغ عمره سبع سنوات أن ينام في غرفة واحدة مع أخته أو قريبته.”

4.تعلم أدب الجنس عمليا: من خلال ما يرام من احتشام في بيته، بحيث لا يرى عورة، ولا يسمع كلاما فاحشا، ويصون نظره عن محارم غيره من أهل الجوار، ويكون التأديب نظريا فيما سأل الطفل عن هذه الأمور، فيجاب بطريقة التلميح والإيجاد دون تصريح.

5.آداب النظر: ويقصد بها تعويد الطفل في سن التمييز آداب النظر حتى يعرف ما يحل النظر إليه وما يحرم، وفي ذلك صلاح أمره ، واستقامة أخلاقه وإذا شارف علي البلوغ ، وبلغ سن التكليف.

6. تجنيب الأولاد الإثارة الجنسية: ونرى أن كثيرا من النصوص القرآنية والأحاديث النبوية الشريفة تحرص على أن نجنب أبناءنا كل ما يمكن أن يثير الغريزة الجنسية، لذلك وجب علي المربي أن يراقب أبناءه وتلامذته ليعرف كيف يرشدهم ويوجههم.

 ورسالتي تجاه هذا الموضوع :

-أن نثقف الطفل  القمري عن المعلومات الجنسية الصحيحة من قبل الأب والأم لأنهم أكثر جهة موثوقة بالنسبة للأطفال ، حتي لا يلجئون إلي أشخاص آخرين.

-إشباع الطفل الحب والحنان والشعور بالأمان داخل الأسرة يعتبر في حد ذاته وقاية.

-التربية الجنسية للطفل القمري في الوقت المناسب ستحمي الطفل القمري من التحرش، لأنه سيكون قادرا علي التميز بين الخطأ والصواب.

-لنعرف أننا في عصر لا تخفى عنا خافية كل شيئ مفتوح ومنتشر في كل مكان وبين أيدي أطفالنا التكنولوجيا، وأعدائنا متربصين بنا، والتثقيف الجنسي الصحيح للأطفال في العمر المبكر سيبني جيلا مثقفا وواعيا ونظيفا لا يهمه الركض وراء غريزته بالشكل الخاطئ.

– وقبل كل شيئ لنعودهم علي مراقبة الله تعالي في كل صغير وكبير.

                                                                                           تشريفة جاي مباي

                                                                           طالبة ماجستير:تربية الطفل.

المراجع:

1.  خيرية: دور الأم في تربية الطفل المسلم،19832.

2. محمد نور: منهج التربية النبوية للطفل،دار الطيبة،مكة المكرمة،2000م,

3. إحمد عبدالكريم: التربية الجنسية للأطفال والمراهقين،دار الثقافة0 الأردن،2010م.

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *