المواطنون القمريون في السودان.. ما مصيرهم

موروني- حامد علي

تزداد المخاوف في السودان من حرب قد يطول أمدها بين مكوني الجيش في هذا البلد الذي انهكته الأزمة الاقتصادية خاصة بعد الإطاحة بنظام الرئيس عمر البشير في 2019 ويشاطر الشعب القمري نظيره السوداني المخاوف نفسها في وقت تعتبر السودان قبلة لكثير من طلبة جزر القمر في جامعاتها المختلفة

وتلك المخاوف يعيشها كل يوم الطالب موسى بكري الذي تؤرق مضاجعه أصوات المتفجرات وأصبح خشيته على حياته أكثر من عدم تمكنه من الحصول على الدكتوراه بعد أن نال درجة الماجستير في علم الاجتماع قبل أشهر

” دارت معركة قرب جامعة أفريقيا العالمية التي تستقبل العدد الأكبر من طلبة جزر القمر وعلى مقربة من السكن الجامعي للطالبات حيث نجت إحدى القمريات من الموت بعد أزمة قلبية أصابتها بسبب دويّ المتفجرات” يتحدث بكري الذي ينتابه الخوف مضيفا ” نحن حاليا لا نشعر بالأمان ” بالطبع كباقي أهل السودان الذين يدفعون ثمن خلافات شخصية بين قادة جيشهم

إلا أن الرسائل الآتية من موروني لا تحمل الكثير من الطمأنينة فربما على الطلاب الذين انقطعت عنهم السبل الانتظار لحين يقرر طرفا النزاع أن يمنحا أهل السودان ولو القليل من الأمان،

ففي تصريح لوزير الخارجية القمري ظهير ذو الكمال أكد يوم أمس أن الطلبة القمريين ” كلهم في أمان وفي مكان محصن” دون الإفصاح عن مكانهم ومن يحميهم مضيفا أن لجنة يرأسها وزير الدولة المكلف بالشؤون العربية في وزارة الخارجية “قد أنشئت لمتابعة وضع القمريين في السودان” لكن دون خطة تذكر لإجلائهم في وقت سيقرر طرفا النزاع عمل هدنة إنسانية

إلا أنه من جانب المتحدث الرسمي باسم الحكومة القمرية الوزير حميد امسعيدي في رده يوم أمس على سؤال وجه إليه من خلال حسابه على تويتر عن وضع المواطنين القمريين بالسودان قال حميد ” بأن يتوجهوا إلى سفارة تانزانيا في الخرطوم” التي قد تكون راعية مصالح جزر القمر هناك، في رد يشبه تناقضا لما أدلى به وزير الخارجية

وحسب إحصاء غير رسمي يبلغ عدد طلبة جزر القمر في جمهورية السودان أقل من 150 طالبا وطالبة أغلبهم في جامعة أفريقيا العالمية وقد قل عددهم بعد الاضطرابات الأخيرة التي تشهدها البلاد منذ الإطاحة بالرئيس عمر حسن البشير

وكانت صفحة اتحاد طلبة جزر القمر قد أطلقت نداء استغاثة لمن تتيسر له مساعدتهم لكن دون الإفصاح عن نوعية المساعدة التي يطالبون بها بعد أن انسدت الأفق أمامهم

وقد يتعذر إجلاءهم جوا بعد أن أصبحت المطارات أهدافا في المعارك الدائرة هناك وفي حالة هدنة، يمكن إجلائهم برا عبر إحدى الدول المجاورة للسودان ربما مصر أو أثيوبيا اللتان تمتلك جزر القمر تمثيلا ديبلوماسيا فيهما إلا أن المعلومات الواردة أنه حتى الآن ليست هناك خطة معلنة لذلك

Leave a Comment

Your email address will not be published. Required fields are marked *