الاستقلال .. ما له وما عليه

     بقلم الإعلامي / عبد الرزاق عثمان

     

    الاستقلال في مفهومه العام، يعني التحرر من أي سلطة خارجية بأي وسيلة كانت. إن يوم الاستقلال، هي فرصة لتجديد الهمة للنهوض بالوطن ، وفرصة للتحفيز على العمل والبناء والترقية بجميع المرافق التعليمية والسياسية والاقتصادية والصحية ، أو بالأحرى، يوم الحصاد.
    فالوطن الذي استطاع أن ينتزع استقلاله من دولة أخرى، فهو في الحق قادر على أن يواكب التطور والتحديث في جميع مجالات الحياة. ولهذا يقع على مواطنيه عبء كبير، ومسؤولية جسيمة، تفرض عليهم أن يكونوا على قدرها، ويثبتوا أنهم قادرون على حمل لواء الوطن دون الحاجة إلى تبعية دولة أخرى، فالاستقلال روح جديدة وولادة جديدة.
    لا قيمة للاستقلال، مادام المستعمر الفرنسي بقي في جزء غالي من أراضينا، وخرج من بقية الجزر الثلاث، و أخذ معه السيادة، والقرار الوطني. فالاستقلال الحقيقي، هو عندما يخرج المستعمر من الأرض كاملة، ونستعيد السيادة بكل ما تعني هذه الكلمة من معان. فإذا كانت هناك أرض محتلة، ولكن شعبها حر أفضل بكثير من أن تكون لدينا أرض محررة، وشعب فاقد للسيادة، ودولة فاقدة للقرار الوطني.
    هكذا يجب أن نفهم الاستقلال بمعناه الشامل، وأعتقد أن جزر القمر، في التاريخ الحديث تتعرض لمزيد من الاستعمار الجديد، وبوسائل مختلفة وطريقة جديدة تكرس الاستعمار القديم.
    وفي المقابل، تسعى الدولة المستعمرة إلى عرقلة كل خطوة إيجابية في تمزيق وحدة الأمة، ومن أهمها:
    ١- تدريب سواعد ابنائها ليكونوا عيونا لوقف كل محاولة لتقدم دولتهم
    ٢- إطلاق مصطلحات ومفاهيم لتفكيك المجتمع وقطعه وتخريبه، ليسهل السيطرة عليه وتحريش بعضه على بعض، ثم يتدخل كمصلح لضبط الإيقاع، (وجعل أهلها شيعا )،(ذروني أقتل موسى)، إن فرعون قال للعامة (ذروني)،برغم أنه لا أحد يستطيع ان يمنعه، ويطلب فرعون من العامة أن يتركوه ويطلب التفويض الشعبي الشرعي.
    هذا ما جعل أهم عناصر الاستعمار يشعورون أنهم جزء من المستعمر ومحاورها الاستراتيجية. تربى هؤلاء في الذل والهوان، والمصير لا حرج هو الانهيار والتفكك والمشاحنات.
    على الشعب القمري العمل على زيادة الوعي بمخاطر المستعمر ومشاريعه، ولكن لن يقوم لنا وعيٌ حقيقي ما لم تتوحد كلمتنا، وتتضافر جهودنا، ونعمل على تعزيز مناعتنا في المجالات كافة، ونخرج من حساباتنا الضيقة وآفاقنا المحدودة، كي تحقق ذاتنا ووجودنا وهويّتنا القمرية ، ونحمي تاريخنا وتراثنا وإنسانيتنا وثرواتنا من أي شكل من أشكال الاستعمار وأدواته.

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top