لن تخطئ في كتابة همزة الوصل بعد اليوم

    إن الإملاء جزء لغوي عظيم ، و لا بد لدارس اللغة أن يلم القواعد الإملائية ، و يتجنب من الوقوع في الخطأ الإملائي ، فـركائز تعلم أي لغة هي أن تكثر من القراءة ، و أن تكثر من السماع ، و تلهج بالتحدث بها ،  و أن تحسن الكتابة كما تحسن التحدث بها ، و إذا اختل جانب من هذه الجوانب لدى الطالب يعد نقصًا و مثلبةً عليه ، فالكتابة في الحقيقة تجسيم لما تتلفظه من حروف ، فإذا وقع خطأ فيها كان منشأ ذلك من التلفظ نفسه ، و إذا لم يكن التلفظ مستقيمًا فقد ينحرف معنى كلامك ، أو يكون غير مستساغ في السمع السليم ، فكم نحزن – في هذه الأيام – أن نرى الأخطاء الإملائية منتشرة انتشارًا وسعًا جدا ، حتى في المؤسسات العلمية ، و المراكز العالية ، ترى بعضًا يقطعون الهمزة في مواصع وصلها ، و يصلونها في مواضع قطعها ، و لا يفرقون بين تي و تيك ، فلا تستطيع أن تحكم ، أجاهلٌ مَن كان يكتب النص أم عاقل عالم ؟ ! و تأخذك الدهشة إذا علمت أن الذي كتب هذا النص يُعد من طلبة العلم ، أو من الأساتذة ، أو مجموعة من المتخصصين في العربية قاموا بكتابته ، و لكن لمَ كان محشوًّا بهذه الأخطاء الإملائية ؟ لا أدري .
    لأجل هذا ؛ نحاول معًا أن نستعرض المواضع التي يتحتم عليك إذا صادفتها أن توصل الهمزة دون قطعها ، و معنى وصلها أن تكتبها ألفا خالية من همز فوقها أو تحتها هـكذا ( ا ) و قطعها هو أن ترسم الهمزة فوق الألف أو تحتها هكذا ( أ – إ ) و كل واحد من الهمزتين مواضع ، فـهمزة الوصل في الأسماء محصورة على بعض الكلمات و هي :
    اسم – ابن – ابنة – ابنم – امرأ – امرأة – است
    و هي سبع كلمات ، فإذا كتبتَ إحدى هذه الكلمات فلا يجوز لك أن تقطع همزها ، فـمن الخطأ أن ترى من يكتبها هكذا : إسم – إبن إلى الآخر ، و قد شاع هذا الخطأ شيوعًا عظيما ، إلا يجوز ذلك للشاعر إذا اضطر في وزن من أوزان البيت أن يقطعها ، و أما في اختيار الكلام فلا.
    و أما مواطنها في الأفعال فإنها توجد في :
    الأول : الأمر الثلاثي ، إذا ابتُدئ فعل الأمر الثلاثي بهمزة فهي همزة وصل كـ : اكتب – امش – ارحل – اذهب – انظر – اسع – اقتل.
    الثاني : الماضي الخماسي ، مثل : انطلَق – انكسر – اصطلح – اعترف – انزعج – انفطر.
    الثالث : الأمر الخماسي ، نحو : انطلِق – اعترِف
    الرابع : المصدر الخماسي ، كـ : انطلاق – انتشار – انفعال – انكسار.
    الخامس : في الماضي السداسي ، نحو : استغفَر – استخرَج – استدعى – استمهل .
    السادس : في الأمر السداسي أيضا ، نحو : استخرِج – استغفِر – استدعِ – استمهِل
    السابع : في مصدره أيضا ، مثل : استخراج – استدعاء – استغفار – استمهال.
    و أما في الحرف فـتوجد همزة الوصل في ( ال)  التعريفية التي تدخل في الأسماء كـ ( الأسد – الشمس – الثعلب – الرغو – الرجل – الزند  ) فجميع اللامات سواء كانت لامًا قمرية و هي التي تنطق ، مثل : العين – البيت ، أم كانت لامًا شمسية ، و هي التي لا تنطق نحو : الشمس – الرجل – السد – الدرة ، فإن الهمزة التي فيها همزة وصل ، و إذا اضطر الشاعر أن يقطع همزة جميع ما سبق جاز له ذلك ؛ لأنهم – العرب – رخصوا في الشعر ما لم يرخصوا في النثر ، و إذا قطع الرجل همرة الوصل في اختيار الكلام ، اي : في النثر ، فقد أخطأ و لحن ، و لهذا فـكتابة ( يوم الاثنين)  بهمزة الوصل لا بقطعها.
    فاحفظ هذه المواضع تستقم كتابتك ، و يتأنق حرفك ، فإن الإملاء للحروف كالوشي للمرء و الزينة للمرأة ، متى أهملت المرأة زينتها استقبح وجهها ، و متى ما أهمل الرجل مظهره الخارجي عافه الناس و استقذروه ، فـحافظ عليه كما تحافظ على نظافة بدنك و روحك ، و أرجو من الله أن ينفعك بما علمت ، و يعلمك ما لم تعلم  !

    عفيف إسماعيل يوسف 

    طالب دراسات عليا في اللغة العربية وعلومها- جامعة الأزهر

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top