أزمة ” مفخخة ” بانتظار لحظة الانفجار

    لفواعل الفكر و السياسة في جزر القمر مهمة حاسمة، تكمن في التفكير فيما هم فيه من الأزمات التي تعصف ببلدنا الأفريقي الجميل ، إن الأزمات التي تخيم في جزر القمر الآن، لا يجب النظر إليها على أنها مواجهات و صراعات سياسية فحسب و إنما منبع ” الإمكان ” و التحفيز ” و الدافع ” لإيجاد نمط و قالب فكري و نموذج ، في إمكانية توظيف القدرات من أجل تحويل التهديدات إلى فرص و قوة ،
    إن على الفواعل السياسية و الاجتماعية العمل، انطلاقا من أولويات وطنية و  همة  إنسانية ، لما لبلدنا من خصوصيات قد لا تتوفر في الدول الأخرى ( مشاركة المجتمع المدني في واجبات الدولة كتخطيط المدن و القرى و انشاء البنية التحية) ).
    فإن على الفواعل السياسية و الفكرية و الاجتماعية أن يتدبروا السبل و الطرق المثلى المناسبة لاحتواء ما يمثل تهديداً و اغتنام ما يمثل فرصة و تحويل التهديدات لكيان الدولة و المجتمع إلى مصادر فرص ما أمكن ذلك سبيلا  .
    لكن يبدو أن الفواعل السياسة و الفكر و الاجتماع لم يتمكنوا حتى الآن في مباشرة هذه المهمة الصعبة و الخطيرة ، ذلك لأسباب عدة لعل في مقدمها
    1-الفواعل السياسية و الفكرية و الاجتماعية لم يتفقوا على تشخيص طبيعة الأزمات التي تعصف البلاد ( أزمات سياسية أم قانونية أم أزمة قيادة )
     ٢- العمل الغير منظم في مواجهة الأزمات نتيجة غياب التشخيص الدقيق للأزمات و غياب الاستراتيجية ،
     ٣- غياب نمط معين في ترتيب الأولويات لمواجهة الأزمات و الاقتصار في العمل على إسقاط الحكومة ، و في الحقيقة لا يبدو أنهم قادرون على ذلك ، ليس لأنهم لا يريدون و إنما ، المعطيات الموجودة بين الفواعل السياسة و الفكرية و الاجتماعية لم توظف بطريقة تخدم الفكرة ( إسقاط الحكومة ) ثم وجود عقبات معرفية في استراتيجية ادارة الصراعات ،
    يزيد في الأمر تعقيدا أن الفواعل أو الشرائح الاجتماعية أو السياسية ، كل منهم قد يظن أن “تفكيره” و ” تقديره ” يصلح للجميع و أنه بذلك يمثل الجميع و يمكن له أن ينوب عن غيره ، و لكن الإشكالية الكبرى تكمن في تفكير إحدى الفواعل على أنه على الصواب و الآخرين على الخطأ و هذا من المشكلات التي تحمل دلالات خطيرة ، لذلك فهو يوظف جميع الإمكانيات إلى خلق اتجاهات جديدة أو تغير اتجاهات موجودة أصلا لتتوافق مع اتجاهاته.
    حال القمرين هذا يجعل من الصعب عليهم فهم و تقدير الأولويات و الاحتياجات و المتطلبات و البدائل ، كل فاعل مختلف عن الآخر في التوجه مع وجود التكتلات بين الفواعل السياسية و الاجتماعية و التي تتسم بعدم الانسجام في نفوس الفواعل أنفسهم أولا و عدم وجود القناعة الكافية للعمل ضمن التكتلات و الأحلاف. و الحديث هنا عن النخب السياسية ، و هذا النوع من بيئة العمل السياسي مناسبة للانقسامات و الانشقاقات داخل التكتلات و الأحلاف ( الفواعل السياسية – المعارضة أو الذي في سلطة )
     هذا ما يقودني أن أقول إن الأزمة  القمرية ” مفخخة “بالأصل من خلال معطيات واضحة تزيد تفاقما للمشكلة و للأزمات بدلا من إيجاد الحلول

    محمود ناصيف مهوما 

    تنبيه: يتحمل الكاتب كامل مسؤولية الآراء الواردة في المقال

    Leave a Reply

    Your email address will not be published. Required fields are marked *

    Back To Top